Uncategorized

بالصور.. حديقة تتحول إلى ساحة معركة ومديرها يروي لـ”الوجهة24″ تفاصيل الكارثة

حوار: رشا حسن

في حوار خاص مع “الوجهة24″، كشف مدير حديقة السودان للحياة البرية بولاية الخرطوم، منصور بابكر، عن مشاهد صادمة من داخل الحديقة بعد اندلاع الحرب، موضحًا حجم الدمار الذي طال المرافق الحيوية، والنزيف الذي أصاب التنوع الحيواني. وأكد أن الحديقة كانت في مرمى النيران المباشرة، مما أدى إلى نفوق وهروب عدد من الحيوانات، وتوثيق انتهاكات مروعة شملت قصفًا ونهبًا وأكلًا لبعض الحيوانات. كما تحدث عن جهود الإجلاء، والتحديات التي واجهها الفريق في إنقاذ ما تبقى من الكائنات البرية وسط خطر مستمر.

كيف أثّرت بداية الحرب على أوضاع الحديقة وحيواناتها؟

مع اندلاع الحرب في أبريل 2023، أصبحت الحديقة في مرمى النيران نتيجة لقربها من مواقع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. أدى ذلك إلى تدمير البنية التحتية الحيوية، مثل خطوط الكهرباء والمياه، ما تسبب في انقطاع الخدمات الأساسية. كما غادر معظم العاملين والمتطوعين الحديقة، مما ترك الحيوانات دون رعاية كافية، وتسبب في نفوق بعضها بسبب الجوع والمرض.

هل تعرّضت الحديقة لهجمات مباشرة من قوات الدعم السريع؟ وما أبرز الأضرار؟

نعم، تعرّضت الحديقة لهجمات مباشرة، حيث سقطت قذائف داخلها، مما أدى إلى تدمير أقفاص الحيوانات، خاصة أقفاص الطيور والسلاحف والثعالب، وتسبب في هروب بعضها. كما تم استهداف غرفة التحكم الكهربائي، وتدمير ثلاجة تخزين اللحوم، وخطوط المياه، والصهريج المغذي للحديقة. بالإضافة إلى ذلك، اندلعت حرائق كبيرة في الجهتين الشرقية والغربية من الحديقة، ما أدى إلى تدمير الغطاء النباتي.

وردت تقارير عن أكل حيوانات مثل الغزال والجمل من قبل بعض الجنود. ما صحة ذلك؟ وكيف تعاملتم مع هذه الانتهاكات؟

أكدت إدارة الحديقة أن قوات الدعم السريع قامت بقتل أربعة من الغزلان وأكلها، كما اصطادت أحد صغار الإبل وأخذته لتناوله كوجبة. تم توثيق هذه الانتهاكات، والتواصل مع الجهات المعنية والمنظمات الدولية لرفع تقارير حول هذه التجاوزات، والمطالبة باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية ما تبقى من الحيوانات.

ما الخطوات التي اتخذتموها لمحاولة إنقاذ الحيوانات بعد اندلاع القتال؟

تم تشكيل غرفة طوارئ لإدارة الأزمة، بالتعاون مع شرطة الحياة البرية ومنظمة “المخالب الأربعة” النمساوية. وجرى تنفيذ خطة لإجلاء الحيوانات من الحديقة إلى أماكن أكثر أمانًا، مع توفير الرعاية البيطرية اللازمة. كما تم إطلاق مناشدات للمنظمات الدولية للمساعدة في إنقاذ الحيوانات وتوفير الدعم المطلوب.

ما أبرز التحديات التي واجهتموها أثناء عمليات الإجلاء أو الإنقاذ؟
واجه الفريق تحديات كبيرة، منها المخاطر الأمنية بسبب استمرار الاشتباكات، وصعوبة الوصول إلى الحديقة، ونقص الموارد والمعدات اللازمة لنقل الحيوانات. كما كانت بعض الحيوانات في حالة صحية حرجة بسبب الجوع والمرض، مما صعّب عملية نقلها.

هل تمكّنتم من نقل بعض الحيوانات إلى أماكن أكثر أمانًا؟ وكيف تم ذلك؟

نعم، تم نقل 46 حيوانًا بريًا من الحديقة، بما في ذلك نسور، وغزلان، وضباع، وأسود، إلى غابة “أم بارونا” بمدينة ود مدني في ولاية الجزيرة. تمت عملية النقل بالتعاون مع شرطة الحياة البرية ومنظمة “المخالب الأربعة”، وتم توفير الرعاية البيطرية اللازمة للحيوانات في موقعها الجديد.

إلى أين تم نقل الحيوانات التي تم إجلاؤها؟ وكيف تمت عملية النقل في ظل ظروف الحرب؟

تم نقل الحيوانات إلى غابة “أم بارونا” بمدينة ود مدني. تمت العملية في ظل ظروف أمنية صعبة، حيث تحرك الفريق في ساعات الفجر لتقليل المخاطر، واستغرقت ست ساعات للوصول إلى الحديقة، ثم تم نقل الحيوانات بحذر إلى الموقع الجديد.

كم عدد الحيوانات التي تم إجلاؤها من الحديقة منذ بداية الحرب؟

تم إجلاء 46 حيوانًا بريًا من الحديقة، بما في ذلك نسور، وغزلان، وضباع، وأسود. وللأسف، فقدت الحديقة نحو 50 حيوانًا بسبب الحرب، من أصل حوالي 200 حيوان كانت موجودة قبل اندلاع النزاع.

هل هناك خطة لإعادة هذه الحيوانات إلى السودان؟ ومتى تتوقعون عودتها؟

هنالك خطه لإعادة التأهيل و برنامج سيتم تنفيذه مع قوات شرطة حماية الحياة البرية لأسترجع الحيوانات التي تم إجلاؤها من الحديقة. ولكن حاليًا تتركز الجهود على توفير الرعاية اللازمة للحيوانات في موقعها الجديد، مع متابعة تطورات الوضع الأمني لتحديد موعد العودة مستقبلاً.

زرتم الحديقة بعد تحريرها من قبضة الدعم السريع؟ وكيف تصفون الوضع فيها حاليًا؟

نعم، تمّت زيارة الحديقة بعد تحريرها. ويُظهر الوضع الحالي دمارًا واسعًا في البنية التحتية، مع تلف كبير في خطوط الكهرباء والمياه، ودمار الأقفاص والمرافق الحيوية. كما توجد مخلفات الحرب داخل الحديقة، بما في ذلك عربتان قتاليتان محروقتان. الحديقة بحاجة إلى جهود كبيرة لإعادة تأهيلها واستعادة وضعها السابق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى