تصاعد النزاعات القبلية داخل المليشيا بالضعين

متابعات : الوجهة 24
شهدت مدينة الضعين تصاعداً في حدة التوترات القبلية داخل صفوف المليشيا المتمردة، على خلفية ما وصفته مصادر محلية بـ”الممارسات العنصرية” التي يمارسها أبناء الماهرية ضد مكونات أخرى داخل المليشيا، عبر استخدام العنف المفرط والتهميش.
وفي تطور خطير، أقدمت مجموعة مسلحة تنتمي إلى الماهرية على مهاجمة عربة “بوكس” بسوق حي العرب في مدينة الضعين، حيث أطلقت قنبلة “قرنيت” على المتواجدين بالسوق، قبل أن تنسحب إلى جهة غير معلومة. وعلى إثر الحادث، تم إغلاق السوق مؤقتاً، ودفع بتعزيزات من المليشيا لحمايته.
ولم تمضِ أيام حتى شهد سوق المدينة الكبير، الأسبوع الماضي، هجوماً جديداً نفذته مجموعة تستقل عربة “لاندكروزر” وترتدي زي الدعم السريع، حيث أضرمت النار في عدد من المحال التجارية، وأطلقت النار بشكل عشوائي، قبل أن تنسحب هي الأخرى.
هذه الأحداث أدخلت المدينة في حالة من الشلل التام، وأدت إلى إغلاق كافة الأسواق، وسط موجة سخط شعبي واسع. ووجه المواطنون انتقادات حادة للمليشيا، متهمينها بالعجز عن توفير الأمن، بينما ذهب البعض إلى اتهام عناصر من الماهرية بافتعال الفوضى بغرض نهب ممتلكات التجار والسيطرة على النشاط الاقتصادي بالمدينة.
وعقب تصاعد الاحتقان، شنت المليشيا حملة اعتقالات طالت عدداً من المواطنين، وضباط شرطة، وأفراداً من القوات النظامية، من أبرزهم النقيب إبراهيم بابو، التابع للشرطة – إدارة الدفاع المدني – وهو من أبناء الرزيقات (فرع النوايبة).
وأكد شهود عيان ومراقبون محليون أن حالة التوتر داخل المدينة تصاعدت عقب تلك الحملة، حيث بدأت فروع الرزيقات المختلفة، خاصة أولاد قايد وأولاد حنانة، في التكتل والتأهب ضد فرع الماهرية، الذي يسيطر على مفاصل الاستخبارات في الولاية.
وأفادت مصادر مطلعة من داخل الولاية أن جهاز استخبارات المليشيا نفذ اعتقالات تعسفية طالت أفراداً من الرزيقات من غير الماهرية، مما عمّق الشعور بالتمييز وزاد من حدة الاحتقان. في المقابل، لم يتم اعتقال أي من أبناء الماهرية رغم انتماء بعضهم للنظام السابق أو الأجهزة النظامية، ما أثار استياءً واسعاً لدى بقية المكونات القبلية، وساهم في اتساع حالة الغبن وارتفاع وتيرة الانفلات الأمني بالمدينة.