زياد أكثر من 300% في أسعار تذاكر الباصات السفرية

متابعات: الوجهة 24
شكا مواطنون من استمرار ارتفاع أسعار تذاكر الباصات السفرية بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك، مما زاد من معاناة السكان، خاصة أولئك الذين يخططون للعودة إلى ديارهم.
وبررت الغرفة القومية لأصحاب الباصات السفرية هذه الزيادة بارتفاع التأمين والضرائب التي تفرضها الدولة على القطاع.
وتضاعفت قيمة التذكرة أكثر من 300%، من 30 ألف جنيه إلى أكثر من 200 ألف جنيه، دون مراعاة لظروف المواطنين التي فرضتها حرب 15 نيسان/أبريل 2023.
وتشهد مناطق واسعة من مدن السودان المختلفة، لا سيما العاصمة الخرطوم، موجة عودة ملحوظة للسكان إلى منازلهم بعد مغادرتها لأكثر من عامين بسبب الحرب، عقب استعادة القوات المسلحة السودانية السيطرة عليها.
وفرّ أكثر من 10 ملايين شخص داخل السودان، موزعين على 185 محلية في جميع ولايات البلاد الـ (18)، بحسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة.
وأشارت مصفوفة تتبع النزوح إلى أن فرقها الميدانية رصدت منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، عودة 1,189,863 نازحًا إلى ولايات سنار والجزيرة والخرطوم، مسجلة زيادة بنسبة 89% في أعداد العائدين مقارنة بفترة الرصد السابقة.
وكانت القوات المسلحة السودانية قد أعلنت عن عملية عسكرية واسعة النطاق منذ أيلول/سبتمبر 2024، استعادت بموجبها جميع مناطق ولايات سنار والجزيرة والخرطوم.
وتستقبل المعابر الحدودية مئات الآلاف من اللاجئين العائدين، خاصة أولئك الذين فروا إلى جمهورية مصر العربية في الأشهر الأولى من النزاع.
ارتفاع التذاكر
يقول المواطن مصطفى عثمان في حديثه لـ”الترا سودان” إن ارتفاع أسعار تذاكر السفر أدى إلى تأخير عودته إلى منزله في حي القوز بالخرطوم.
وأشار إلى أنه لا يزال يقيم في أحد مراكز الإيواء ببورتسودان مع زوجته وأطفاله الخمسة، ولم يتمكن من توفير تذاكر العودة بعد أن فقد وظيفته ومدخراته بسبب الحرب.
وأوضح أن ارتفاع أسعار التذاكر، التي وصلت إلى نحو 100 ألف جنيه سوداني للشخص الواحد، تجاوز قدرته المالية، معربًا عن استيائه من الظلم الذي يتعرض له المواطنون والنازحون الذين فقدوا أبسط مقومات الحياة. وطالب المسؤولين بمعالجة مشاكل النازحين العالقين في الولايات الشرقية لتمكينهم من العودة إلى ديارهم.
من جهتها، شكت المواطنة بتول عبد المحمود من استغلال أصحاب الباصات السفرية، وقالت لـ”الترا سودان” إنها بعد شراء تذكرة بسعر 90 ألف جنيه، فوجئت بأنها غير مسموح لها إلا بحمل حقيبة واحدة.
وأضافت أن مساعد السائق طلب منها دفع 40 ألف جنيه إضافية لكل حقيبة أخرى، دون مراعاة لظروف الحرب والنزوح. وأشارت إلى أن تكاليف السفر أصبحت باهظة، حيث تحتاج هي وأسرتها إلى ما يزيد عن نصف مليون جنيه سوداني، وهو مبلغ لا تملكه، مما اضطرها للسفر مع أحد أبنائها وترك باقي أسرتها في بورتسودان.
زيادة الضرائب
وفي المقابل، برر سائق الباص السفري محمد العوض في حديثه لـ”الترا سودان” الزيادة في أسعار التذاكر بارتفاع تكاليف التشغيل، بما في ذلك أسعار الوقود والصيانة والإطارات وأجور العمالة.وأشار إلى أن الجمارك والضرائب المفروضة على الباصات السفرية تسهم أيضًا في زيادة أسعار التذاكر.
وأوضح أن سائقي وأصحاب الباصات يتحملون تكاليف باهظة في كل رحلة، تتجاوز المليون جنيه، مما اضطرهم لرفع أسعار التذاكر لمواجهة النفقات.
وتمثل الباصات السفرية العمود الفقري لحركة تنقل الركاب في السودان، إلا أنها تواجه مشاكل عديدة متمثلة في ارتفاع الضرائب والجمارك على قطع الغيار، كما تعاني من مشاكل ارتفاع تكاليف التشغيل.
أكد أن الغرفة تعمل على دعم المواطنين السودانيين، حيث ساهمت في تسيير مئات الرحلات للمواطنين العائدين إلى منازلهم بعد استعادة الجيش لأجزاء واسعة من البلاد
ويقول رئيس غرفة “الباصات السفرية” السابق، أحمد الطريفي، لـ”الترا سودان”: إن زيادة أسعار التذاكر تعود إلى الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع بسبب الحرب، التي أثرت بشكل كبير على عمليات النقل.
وأضاف أن أعضاء الغرفة يواجهون تحديات في استيراد قطع الغيار والإطارات نتيجة لزيادة الدولار الجمركي. وناشد الحكومة بضرورة إعفاء أعضاء الغرفة من رسوم الجمارك على قطع الغيار والإطارات لتمكينهم من إعادة تأهيل الباصات السفرية وتحسين خدماتها.
وأكد الطريفي أن الغرفة تعمل على دعم المواطنين السودانيين، حيث ساهمت في تسيير مئات الرحلات للمواطنين العائدين إلى منازلهم بعد استعادة الجيش لأجزاء واسعة من البلاد، وما تزال هناك مبادرات خاصة وعامة للعودة عبر عضويتها.
ولفت إلى أنه “تم التنسيق مع حكومات الولايات ومنظمة العون الإنساني لإرجاع المواطنين إلى المدن المحررة، وتم التفويج باحتفالات رسمية من بورتسودان وكسلا والقضارف وعطبرة وجمهورية مصر العربية”، على حد قوله.
وأشار إلى أن قطاع الباصات السفرية يعد العمود الفقري للنقل في السودان، حيث ينقل أكثر من 70% من المواطنين إلى مختلف الوجهات.
تراجع قيمة العملة
وبدورها، ترى الصحفية والمتخصصة في الشأن الاقتصادي نازك شمام، أن هناك عدة أسباب أدت إلى زيادة أسعار تذاكر السفر بين الولايات.قالت نازك شمام لـ”الترا سودان”: إن هذه الأسباب تشمل تراجع قيمة العملة الوطنية، وعدم توفر قطع غيار السيارات، وارتفاع تكلفة استيرادها.
وأكدت شمام أن هذه العوامل مجتمعة أدت إلى ارتفاع تكلفة النقل بسبب الحرب. ورأت المختصة في الشأن الاقتصادي أن الحل لخفض أسعار تذاكر السفر يتطلب قرارات من الدولة بإعفاء قطاع النقل من الجمارك والضرائب، التي تشكل عائقًا كبيرًا أمام هذا القطاع.
وتتزايد المخاوف من انهيار قطاع النقل في السودان وتوقفه عن العمل بسبب عدة عوامل، منها ارتفاع تكلفة التشغيل نتيجة لزيادة أسعار المحروقات وندرة قطع الغيار، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها إلى ثلاثة أضعاف، بالإضافة إلى انعدام قطع الغيار بسبب عمليات السلب والنهب التي تعرضت لها المحال التجارية التي توفر قطع الغيار، مما أدى إلى ندرة وانعدام شبه تام لأدوات التشغيل المختلفة.
أعلنت الغرفة القومية لأصحاب الباصات السفرية عن زيادات جديدة في أسعار تذاكر السفر، بداية من شهر حزيران/يونيو 2025
وتلقى قطاع النقل ضربات موجعة بسبب الحرب، مما تسبب في خروج نحو 70% من شركات الباصات السفرية عن الخدمة نتيجة مشكلات وأزمات عدة تحاصرها منذ ما قبل الحرب.
وأعلنت الغرفة القومية لأصحاب الباصات السفرية عن زيادات جديدة في أسعار تذاكر السفر، بداية من شهر حزيران/يونيو 2025، وأرجع الزيادات لارتفاع أسعار الوقود وقطع غيار الصيانة والمصروفات الإدارية، إضافة إلى الإطارات والزيوت والمصافي، مما ألقى بظلاله على تحركات المواطنين وتنقلهم بين ولايات السودان، خاصة الآمنة منها.