اعتقال عمر البشير

متابعات : الوجهة 24
صعّدت المحكمة الجنائية الدولية من لهجتها إزاء ملف السودان، معلنة اعتزامها اتخاذ خطوات ميدانية حاسمة لتنفيذ أوامر القبض بحق الرئيس السوداني السابق عمر حسن أحمد البشير وكبار معاونيه، وفي مقدمتهم أحمد هارون وعبد الرحيم محمد حسين. وكشفت نائبة المدعي العام للمحكمة، نزهت شميم خان، في إحاطة رسمية أمام مجلس الأمن الدولي، عن خطة لإيفاد بعثة جديدة إلى السودان قريبًا، في إطار ما وصفته بـ«العمل الجاد» لإنهاء حالة الإفلات من العقاب التي لازمت ملفات دارفور لسنوات.
خان أطلقت تحذيرات قوية بشأن استمرار الجرائم في إقليم دارفور، مؤكدة امتلاك مكتبها «أسبابًا معقولة» للاعتقاد بوقوع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا تزال ترتكب حتى الآن. وخصّت بالذكر الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع والمجموعات المتحالفة معها على مدينة الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين، معتبرة أن ما يجري مؤشر خطير ينذر بمزيد من التدهور الإنساني.
كما طالبت خان المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه ما يحدث في دارفور، متعهدة في لهجة صارمة بأن المحكمة «لن تتراجع» وستواصل تحركاتها لضمان عدم إفلات أي من المتورطين من العدالة، بمن فيهم البشير.
هذه التطورات تأتي في ظل تصاعد الجدل بالسودان حول مصير البشير، بالتزامن مع الدعوات الشعبية المتكررة لتسليمه للمحكمة الجنائية، ومع تزايد المخاوف من توسع دائرة العنف بدارفور. ويرى مراقبون أن الزيارة المرتقبة قد تمهد لتحولات دولية أوسع، سواء عبر ضغوط سياسية أو من خلال دعم تحركات ميدانية مباشرة لتوقيف المطلوبين بالتنسيق مع أطراف سودانية.