Uncategorized

الدعم السريع وتخريب المنشاءات المدنية .. الخطة البديلة

تقرير: رشا حسن

تواصل قوات الدعم السريع عبر الطائرات المسيرة استهداف المنشآت المدنية والبنية التحتية في عدد من ولايات السودان، حيث شنت هجومًا جديدًا على محطة كهرباء دنقلا التحويلية باستخدام عشر طائرات مسيرة. وأسفرت الهجمات عن إلحاق أضرار بأحد المحولات، رغم تصدي الدفاعات الجوية وإسقاط عدد من المسيرات.

ولم يكن هذا الهجوم الأول من نوعه؛ ففي يوم السبت الماضي، استهدفت قوات الدعم السريع محطات كهرباء في ولايتي القضارف وسنار، مما تسبب في انقطاع الكهرباء وإغراق عدد من الولايات في ظلام دامس استمر لعدة أيام.

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تكررت الهجمات على المنشآت المدنية بشكل ممنهج، الأمر الذي يثير تساؤلات عديدة حول الأبعاد السياسية والعسكرية لهذه الاستراتيجية، وتأثيرها على حياة المدنيين والبنية التحتية الحيوية للبلاد.

فكيف يمكن قراءة هذه الأفعال في سياق الصراع الدائر؟

في هذا الجانب، يقول الكاتب الصحفي وائل محجوب إن استهداف قوات الدعم السريع لمحطات الكهرباء والمياه في مناطق مختلفة، مثلما حدث مؤخرًا في مروي، عطبرة، القضارف، والفاو، يندرج ضمن جرائم الحرب التي يحظرها القانون الدولي الإنساني. وأضاف أن هذه الاستهدافات تعكس نية واضحة لتخريب الأعيان المدنية، مما يؤثر بشكل مباشر على حياة ملايين المدنيين والنازحين.

“جرائم حرب”
وأشار محجوب، في حديثه لـ”الوجهة24″، إلى أن استهداف المنشآت يُعد امتدادًا للجرائم التي ارتكبتها هذه القوات خلال الحرب. وأوضح أن قوات الدعم السريع تعمدت في بعض المناطق التي احتلتها تخريب محطات المياه والكهرباء، ونهب ممتلكات المواطنين ومحاصيلهم الزراعية وأدواتهم، مثلما حدث في الجزيرة، مما أدى إلى نزوح الملايين وإخلاء مناطقهم.

وأكد محجوب أن ما يحدث يُعد جرائم حرب تتحمل مسؤوليتها القيادة العليا لقوات الدعم السريع، بالإضافة إلى القادة الميدانيين والجنود المنفذين لهذه الأفعال.

“خواتيم الحرب”

أما الخبير العسكري اللواء المتقاعد عبدالغني عبد الفراج فيرى أن الدعم السريع تمر بأسوأ أيامها، وكان أبرز ما يميز عملياتها هو الهجمات المتتالية وكافة أنواع النيران، ويعود ذلك إلى فقدانها للقيادات الميدانية والقوات الصلبة والمتمرسة.

وقال عبد الفراج في حديثه لـ”الوجهة24″ إن التوسع في الانتشار جعل قوات الدعم السريع في جزر معزولة، حيث أن عددًا كبيرًا منهم ملّوا الحرب واكتفوا بما غنموه. وأشار إلى أن طول أمد الحرب أدخل اليأس في نفوسهم، وأن الانتصارات المتلاحقة والمتزامنة جعلت الإحباط يتسرب إليهم. وأضاف أن الحرب الآن في خواتيمها، وقد تطول أو تقصر، لكنها تُسجل نهاية حاسمة لمرحلة عصيبة مرت بها البلاد.

وأوضح أن القوات المسلحة والمشتركة في محور الفاشر تسجل بطولات ستظل محفوظة في تاريخ البلاد، وقدمت كل الممكن في هذا المحور بفضل درايتهم التامة بصحراء المثلث وعملهم داخل ليبيا في مرحلة سابقة. كما أشار إلى أن تحركات المجموعات التابعة للدعم السريع مرصودة من قبل ناصرهم في الداخل الليبي، مما يسهل القضاء عليهم قبل دخولهم للأهداف المستهدفة.

ويرى عبد الفراج أن هناك أيادي خفية داخلية تعمل لصالح الدعم السريع، ودليل ذلك دقة الإصابات في المحطات التي استهدفت، حيث تركزت في المحطات التحويلية، وهو ما يؤكد أن أطرافًا أخرى مشاركة ولها اليد الطولى في إطالة أمد الحرب.

وأشار الخبير العسكري إلى أن الاستهداف مستمر والعمليات في أشدها، مؤكدًا أن الناس قد اعتمدوا على الآلام لمدة قاربت العامين، ولكن ما تبقى هو القليل من النفَس الجاري لتعافي الوطن، الذي انخرط شبابه في القتال، مما يعد رسالة قوية بأن المعركة مستمرة حتى نهايتها، ليعود الوطن سليمًا معافى لشباب مستقبل هذه الأمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى