أطباء بلا حدود تكشف انهيار النظام الصحي في السودان

متابعات : الوجهة 24
مع تصاعد وتيرة الحرب في السودان، تشهد الأوضاع الصحية انهيارًا مروعًا، خاصة في إقليم دارفور، حيث حذّرت منظمة “أطباء بلا حدود” من أزمة صحية وإنسانية خطيرة تهدد حياة آلاف المدنيين.
وفي إفادات ميدانية، كشف الدكتور علي المحمد، مدير الطوارئ الصحية في المنظمة، عن شح بالغ في الإمدادات الطبية، مؤكداً أن معظم المرافق الصحية في مناطق النزاع، خصوصًا دارفور، تكاد تكون عاجزة عن تقديم الرعاية الأساسية نتيجة انعدام الأمن وتدهور سلاسل الإمداد.
وأوضح المحمد أن المستشفيات والمراكز الصحية تعاني نقصاً حاداً في الأدوية والمستلزمات، بينما يواجه المرضى صعوبة كبيرة في تلقي العلاج، حتى في ولايات مثل الخرطوم والجزيرة التي تأثرت بتدمير البنية التحتية وانقطاع الكهرباء وغياب الدعم الإنساني.
وتواجه المنظمة تحديات ضخمة في إيصال الإمدادات، نتيجة للقيود الأمنية والإدارية، وانتشار الحواجز، والاشتباكات المسلحة، إلى جانب ما وصفته بـ”الاستخدام السياسي للمساعدات”، في إشارة إلى منع أو تأخير إيصال الدواء من قبل أطراف النزاع، وهو ما اعتبرته “انتهاكًا صارخًا للمبادئ الإنسانية”.
كما وثقت المنظمة أكثر من 80 اعتداءً استهدف طواقمها ومرافقها ومركباتها، شملت إطلاق نار ونهبًا واعتداءات مباشرة، مما أجبرها على تعليق خدمات طبية أساسية في مناطق مثل الخرطوم.
وفيما يخص العنف الجنسي، أكدت المنظمة تقديمها رعاية لـ659 ناجية في جنوب دارفور بين يناير 2024 ومارس 2025، مشيرة إلى أن أكثر من نصف الانتهاكات ارتكبها مسلحون، وأن الأطفال والمراهقين يمثلون نسبة ملحوظة من الضحايا، وسط مخاوف من وجود عدد كبير من الحالات غير المُبلّغ عنها.
ورغم صعوبة الوصول، تشدد “أطباء بلا حدود” على التزامها بالحياد وتقديم الرعاية وفقًا للحاجة، داعية جميع الأطراف لتأمين ممرات آمنة للمساعدات وتسهيل العمل الإنساني.