أخبار

تورط شركة أمريكية في إمداد المليشيا

متابعات : الوجهة 24

كشفت منصة القدرات العسكرية السودانية، عن تورط شركة أمريكية في إنتاج ذخائر حارقة استُخدمت من قبل مليشيا الدعم السريع، ما أتاح لها التحايل على القانون الدولي وارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين في الخرطوم.

وأوضحت المنصة، في بيان، أن مليشيا الدعم السريع لجأت إلى استخدام ذخائر من نوع PHOS M8931 40MM Amorphous Phosphorus، التي تنتجها شركة American Rheinmetall Munitions (ARM)، وهي فرع أمريكي تأسس عام 2006 ويتبع مباشرةً لمجموعة Rheinmetall Defense الألمانية.

وأشار البيان إلى أن هذه الذخائر تُسوّق ضمن فئة «الذخائر مزدوجة الاستخدام» (Dual-Use Munitions)، باعتبارها أدوات دخانية وتمويهية، بينما تسمح خصائصها الكيميائية بدمجها مع منظومات تفجيرية حرارية لتحويلها إلى أسلحة حارقة مميتة، وهو ما استخدمته المليشيا فعليًا في بيئة مدنية وسط الخرطوم.

وأكدت المنصة أن «جوهر الإشكالية» في تصنيع هذا النوع من الذخائر يكمن في تصميمها القانوني المضلّل، الذي يُظهرها متوافقة مع نصوص القانون الدولي، بينما تُتيح فعليًا تحويلها إلى سلاح قاتل ينتهك روح القانون الإنساني الدولي.

كما بيّن البيان أن هذه الذخائر تُباع ضمن منظومة Rheinmetall العالمية، بمشاركة شركة Rheinmetall Denel Munition، التي تملك فيها Rheinmetall نسبة 51%، مقابل 49% لشركة Denel الجنوب إفريقية، والتي تأسست في الأصل عام 1991 وأُعيد هيكلتها عبر استحواذ استراتيجي في 2008.

وحصر البيان أبرز نقاط الاشتباه في ممارسات الشركة المصنعة في:

توفير ذخائر ذات قابلية تقنية للتحول إلى أسلحة محظورة دون قيود رقابية على الاستخدام.

تسويق ذخائر مزدوجة التأثير يمكن استغلالها عمدًا كأسلحة حارقة دون مساءلة قانونية.

غياب القيود على بيع هذه الذخائر لجهات غير نظامية، ما يسهل وصولها إلى مليشيات.

وطالبت المنصة الجهات الدولية وهيئات مراقبة انتشار الأسلحة بفتح تحقيق عاجل في مسؤولية American Rheinmetall Munitions وشركاتها الأم عن تصنيع وتصدير ذخائر مكّنت مليشيا الدعم السريع من ارتكاب «انتهاكات جسيمة» للقانون الإنساني الدولي.

كما دعت إلى إعادة تصنيف ذخائر PHOS M8931 ضمن قائمة الأسلحة التي تُخضع المصنعين للمساءلة بناءً على مآلات استخدامها، وفرض رقابة صارمة على الشركات المنتجة للذخائر القابلة للتحول التكتيكي إلى أدوات قتل جماعي، ووقف أي غطاء قانوني أو سياسي يُسوّق لها تحت مسمى الاستخدام الثنائي أو الدخاني.

وختمت المنصة بيانها بالتأكيد أن التغاضي عن هذه الحقائق لا يمنح المليشيات فقط أدوات قتل متطورة، بل يكرّس أيضًا ثقافة الإفلات من العقاب التي تتمتع بها شركات السلاح العابرة للحدود، والتي تصنع الحروب ثم تتنصل من تبعاتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى