سكان الفاشر .. معاناة الفرار من المدينة المحاصرة

متابعات: الوجهة 24
تفاصيل قاسية لرحلات فرار خاضتها عائلات بأكملها للهروب من الحصار المفروض على مدينة الفاشر منذ أبريل 2023.
فصول كشف عنها أحد النازحين مؤكداً أن الأوضاع المعيشية باتت “لا تُحتمل”، وسط انهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية.
وبحسب النازح محمد نجم الدين إبراهيم في تصريحات لـ”دارفور24″ أن عشرات العائلات تبدأ مغادرة الفاشر من خلف منطقة “السوبر كامب” شمال غرب المدينة، باستئجار عربات “كارو” مقابل نحو 120 ألف جنيه للوصول إلى “حلة الشيخ” شمالًا، حيث تخضع لتفتيش من قوات الجيش والقوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة.
وأوضح أن الفارين يتوقفون لاحقًا في نقطة تفتيش تابعة لقوات الدعم السريع، والتي تُجري تحقيقات فردية وتحتجز بعض الأشخاص، فيما يُسمح للآخرين بمواصلة طريقهم نحو منطقة “قرني”.
وذكر إبراهيم أن سكان المنطقة يستعينون بـ”الحمير” لنقل كبار السن والمقتنيات مقابل 40 ألف جنيه لكل رحلة، تستغرق أكثر من ثلاث ساعات عبر طرق غير ممهدة وخالية من الحماية الرسمية.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع تؤمّن المسافة بين حلة الشيخ وقرني لمنع عمليات نهب ينفذها قطاع الطرق، رغم استمرار بعض حوادث السلب التي تطال الهواتف والمبالغ المالية للفارين. وتنطلق رحلات إضافية من قرني نحو مدينة كورما بسعر 150 ألف جنيه للراكب، ومنها إلى منطقة طويلة غرب دارفور عبر سيارات هايلوكس ولاندكروزر تُدار بواسطة سماسرة محليين، مقابل نفس السعر.
ويُكمل الفارون رحلتهم وصولًا إلى مشارف طويلة، حيث يتم إنزالهم على بعد كيلومترين من البلدة، وتُستخدم عربات كارو مقابل 7 آلاف جنيه للفرد لإنهاء المرحلة الأخيرة من النزوح.
وأكّد إبراهيم أن سكان الفاشر يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء ومياه الشرب، إضافة إلى انعدام السيولة النقدية وارتفاع رسوم سحب الأموال عبر التطبيقات المصرفية، ما زاد من تعقيد الأوضاع المعيشية داخل المدينة المحاصرة.
وأوضح أن قوات الدعم السريع كثّفت الحصار من خلال حفر خنادق من ثلاث جهات، والسيطرة على البوابات الرئيسية الثلاث المؤدية إلى المدينة، في محاولة لإسقاطها باعتبارها المعقل الأخير للجيش السوداني في إقليم دارفور.