منوعات وثقافة

سودانيون في كمبالا يقبلون على الوجبات الأوغندية لهذه الأسباب

متابعات: الوجهة 24

على مقربة من شارع رئيسي يمر بجوار جامعة ماكيريري وسط العاصمة الأوغندية كمبالا، يجلس طالبان سودانيان أثناء انتظار وجبة محلية سعرها ثلاثة آلاف شلن أوغندي، ما يعادل (90) سنتًا، أي أقل من دولار أميركي واحد.

إذا كنت من أولئك الذين يبحثون عن الأطعمة السودانية التقليدية، مثل الفول، والجبنة، والبيض، فيتعين عليك دفع نحو ثلاثة دولارات أميركية، أي ما يعادل (10) آلاف شلن أوغندي، بينما تصل تكلفة اللحوم المشوية إلى (20) ألف شلن أوغندي.

يقبل الطلاب السودانيون على الوجبات الأوغندية لتفادي أسعار الأطعمة السودانية المرتفعة، وذلك بسبب عوامل تتعلق بالشحن والضرائب، بالإضافة إلى تشجيع الحكومة على النمط الغذائي الذي يعتمد على المنتجات الزراعية والإنتاج المحلي.

قال فتحي، الذي يرتاد معاهد اللغة الإنجليزية في جامعة ماكيريري، لـ”الترا سودان” إن أسعار الوجبات المحلية تعدّ واحدة من الحلول الناجعة، في نظره، للتغلب على ارتفاع الأسعار، إذ يمكن للشخص تناول ثلاث وجبات يوميًا مقابل (10) آلاف شلن أوغندي، ما يعادل ثلاثة دولارات.

بإضافة مصروفات الجامعة والسكن، يتعين على هذا الطالب تدبير نحو (300) دولار أميركي شهريًا. وفي حال مشاركته السكن مع شخص آخر، فإن التكاليف تنخفض. لكن وسائل النقل المحلية تشكل عقبة أخرى أمام السودانيين، حيث تستغرق الحافلات وقتًا طويلًا في الطرق، وإذا أراد أحدهم الوصول إلى وجهته بسرعة، يستقل “البودا بودا” (الدراجة النارية)، ويتراوح متوسط الأجرة بين ثلاثة إلى خمسة آلاف شلن في أحياء وسط كمبالا، أي ما يعادل (2.5) دولار أميركي.

أما محاسن، الطالبة السودانية التي تدرس في كلية قريبة من جامعة ماكيريري، فتقول إن استمرار العيش في أوغندا يعتمد على نمط الحياة. فإذا كنت ممن يأكلون في المطاعم ولا يأخذون في الاعتبار التعامل مع المصروفات بمسؤولية، فإن الغلاء سيستهلك معظم دخلك.

محاسن، التي أكملت سبعة أشهر في الكلية وأصبحت تتحدث الإنجليزية بشكل أفضل، قررت منذ وصولها عدم إضاعة الوقت، طالما اضطرت إلى اللجوء خارج السودان، حتى تتمكن من تعزيز شهادتها الجامعية باللغة الإنجليزية.

تحرص محاسن على ارتداء البنطال مع “العباية” النسائية، لأن صعود “البودا بودا” يختلف عن الحافلة بالنسبة للفتيات والنساء. في الأيام الأولى، كانت تشعر بالقلق، لكن مع مرور الوقت، أصبحت ترى أن الأمر لا مفر منه.

في مطعم صغير شمال العاصمة كمبالا، تُقدم الوجبات المحلية، مثل “الجوكا ماندو”، وهو عبارة عن حبوب مسلوقة مع الملح، يُضاف إليها “الجباتي”، وهي لفافة فطيرة من دقيق القمح. كما يمكن استبدال الفطيرة بالأرز، وهي وجبات خفيفة يعتمد عليها العمال والسائقون على الطرقات. يبدأ سعر هذا الطبق من (1.5) ألف شلن، أي أقل من نصف دولار أميركي، ولا يتجاوز (2.5) ألف شلن أوغندي عند طلب لفافتين من “الجباتي”، وهي فطيرة انتشرت في أوغندا مع قدوم الهنود خلال فترة الاستعمار البريطاني.

قضى سامي، وهو طبيب سوداني، ستة أشهر في كمبالا في انتظار الحصول على تأشيرة العمل من السفارة السعودية في أوغندا، معتمدًا على مطعم صغير لتناول الوجبات المحلية حتى يتمكن من تحمل تكاليف الإقامة والمعيشة خلال هذه الفترة.

أما الأشخاص الذين يفضلون الطهي في المنزل، مثل عبد الكريم العجب، الشاب الذي يقطن ضواحي كمبالا، فإن شراء الخضروات والفواكه يعدّ خيارًا اقتصاديًا أفضل. يقول عبد الكريم في حديثه لـ”الترا سودان”: “هنا، أنت أمام خيارين؛ إما البقاء بمعدل صرف عالٍ، أو التعامل بترشيد مع المال، خاصة إذا كنت بلا عمل. من الأفضل تقليل شراء الخبز، لأن الأسعار هنا مرتفعة. سعر القطعة الواحدة 500 شلن، وإذا كنت تشتري عشر قطع يوميًا، فستدفع خمسة آلاف شلن، أي ما يعادل 150 ألف شلن شهريًا، أي حوالي (45) دولارًا أميركيًا لشخصين فقط”.

لجأ إلى أوغندا قرابة مائة ألف سوداني خلال الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع. كما انتقل مئات السودانيين من العاصمة جوبا خلال الأسابيع الماضية، عقب اندلاع أعمال العنف في جنوب السودان الشهر الماضي.

ولا تقدم المنظمات الدولية مساعدات مستدامة للاجئين السودانيين، إذ يقيم عشرات الآلاف منهم في مخيم كيرياندنغو شمال أوغندا دون الحصول على مساعدات مباشرة ومستمرة.

أما المركز التجاري للسودانيين في كمبالا، فيقع في مبنى “أروا بارك”، حيث تمتد سلسلة من المتاجر المتخصصة في بيع التوابل، والأغذية، والمنتجات السودانية، بما في ذلك البخور السوداني والاحتياجات النسائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى