موجة انتقادات حادة تطيح بمرشح وزارة الإعلام

متابعات : الوجهة 24
أعلن أحمد القرشي إدريس، كبير رؤساء التحرير في قنوات “العربية” و”الحدث” و”MBC”، اعتذاره عن تولي منصب وزير الإعلام في السودان، عقب موجة واسعة من الانتقادات السياسية والإعلامية ورفض شعبي حاد لترشيحه. فقد تسبب تسريب اسمه ضمن المرشحين في اندلاع ردود فعل عنيفة من ناشطين وصحفيين وساسة، الذين اتهموه بالانتماء إلى مؤسسات إعلامية معروفة بعدائها للسودان، خصوصًا لقنوات “العربية” و”الحدث” التي اتُهمت بدعم قوات الدعم السريع ضد الجيش السوداني في بداية الحرب الأخيرة.
تصاعد الغضب مع انتشار مقالات قديمة للقرشي هاجم فيها الفصائل المساندة للجيش، خاصة كتائب البراء بن مالك، واصفًا إياها بـ”فرقعة إعلامية” وصنيعة لجهاز الأمن والمخابرات، متهما قادتها بالتحول المفاجئ من مخبرين إلى مجاهدين، ومحملاً ظهورهم الإعلامي مسؤولية إلحاق الضرر بصورة الجيش المهني. كما قارن بين هذه الكتائب وقوات الدعم السريع محذرًا من أن وجود جماعات مسلحة خارج المؤسسة العسكرية يكرس الفوضى والعدمية، وأن من يدعمها مالياً وإعلامياً يظلم الجيش العظيم.
واتهم القرشي الكتائب الإعلامية بـ”التمثيل والادعاء” والاختفاء وقت الشدة، مستشهداً بحادثة منطقة الكاملين حيث فروا عند أول قعقعة سلاح، محذرًا من أن دعم هذه الجماعات يؤدي إلى تأخير النصر وزيادة الخسائر والدمار، وداعياً الدولة لمواجهة هذا التسييس بحزم.
في المقابل، أشاد بالمقاومة الشعبية ووصفها بالحصن الحقيقي الذي يقف بثبات، مؤكدًا أن شهداء الجيش هم الدليل على زيف هذه الكتائب الإعلامية والتضحية الحقيقية التي لا تحتاج إلى تسويق.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، أعلن أحمد القرشي اعتذاره عن قبول المنصب، متجنبًا بذلك أزمة سياسية وإعلامية كانت ستعصف بحكومة ما بعد الحرب، في خطوة اعتبرها الكثيرون تجنبًا لخلافات داخلية عميقة.