المليشيا تنقل محتجزين من نيالا إلى «كأس»

متابعات : الوجهة 24
أفادت ثلاثة مصادر متطابقة لـ«دارفور24» بأن مليشيا الدعم السريع شرعت في نقل عشرات المعتقلين، بينهم مدنيون وعسكريون، إلى مدينة «كأس» الواقعة على بعد نحو 86 كيلومترًا غرب نيالا بولاية جنوب دارفور، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهماً بالتخابر والتعاون مع الجيش السوداني، حيث تفرض عليهم المليشيا غرامات مالية باهظة تتراوح ما بين 400 ألف إلى مليون جنيه سوداني مقابل إطلاق سراحهم. وفي حال عجزهم عن الدفع، يتم تحويلهم إلى السجن الكبير بالمدينة.
وقال مصدر محلي — طلب حجب اسمه لدواعٍ أمنية — إن قوة من الدعم السريع نقلت قبل أسابيع مجموعة من المحتجزين من نيالا إلى سجن كأس الكبير عبر عدة مركبات قتالية، لافتًا إلى أن الأهالي في السوق شاهدوا مرور العربات وهي تقل المعتقلين.
وأشار المصدر إلى أن عدد المحتجزين يفوق الأربعين، معظمهم من الشباب، مؤكدًا أن حملات الاعتقال ما تزال متواصلة بشكل يومي.
وفي ذات السياق، كشف مصدر آخر أن الشرطة الفيدرالية التابعة للدعم السريع تنفذ حملات دهم يومية داخل «كأس» تطال مدنيين يشتبه في تعاونهم مع القوات المسلحة، حيث يُودع المعتقلون في قسم الشرطة المجاور للسجن الكبير شرق رئاسة المحلية وغرب السوق، ويتم فرض غرامات مالية طائلة عليهم، وإن تعذر السداد يُنقلون مباشرة إلى السجن.
وتحدث أحد المعتقلين السابقين لـ«دارفور24» قائلاً إنه تلقى عرضًا بالعمل لصالح الدعم السريع، وحين رفض ذلك تم اعتقاله وتغريمه بتهمة «التعاون مع الجيش»، مضيفًا أن العشرات ما زالوا محتجزين دون محاكمة في أقسام الشرطة والسجن الكبير، حيث يقبع من يعجز عن دفع الغرامة لفترات غير محددة.
وفي شهادة أخرى، روى شرطي سابق أنه اضطر للفرار من المدينة بعد تلقيه تحذيرًا من صديق يعمل ضمن صفوف الدعم السريع، مشيرًا إلى أنه تمكن من مغادرة المنطقة لكنه لا يزال يعيش في رقعة تخضع لسيطرة المليشيا. وأكد أن عناصر الشرطة الذين رفضوا التعاون مع الدعم السريع تعرضوا للاعتقال والغرامات، فيما تفرض القوات رقابة صارمة على عدد من العسكريين والمدنيين داخل المدينة.