كينيا تسعى لإعادة تطبيع علاقاتها مع السودان

متابعات : الوجهة 24
في خطوة لاحتواء التوتر الذي شاب العلاقات بين البلدين في الأشهر الماضية، أعلنت الحكومة الكينية عن رغبتها الجادة في إعادة بناء جسور التعاون مع السودان، عقب القطيعة الدبلوماسية التي فجرتها اتهامات رسمية سودانية لنيروبي بدعم ميليشيا الدعم السريع المتمردة.
ونقلت صحيفة «ذا ستار» الكينية عن وكيل وزارة الخارجية الكيني كورير سينغوي أوي، تأكيده خلال لقائه القائم بأعمال سفارة السودان في نيروبي، محمد عثمان عكاشة، التزام بلاده بدعم وحدة السودان وتحقيق السلام فيه، مشددًا على أن نيروبي لا تنحاز لأي طرف في الصراع القائم، وأنها منفتحة على تعزيز التعاون الثنائي بما يخدم مصلحة الشعبين.
وتأتي هذه التطورات بعد أن أعلن السودان في فبراير الماضي قطع علاقاته الدبلوماسية مع كينيا وسحب سفيره كمال جبارة، احتجاجًا على استقبال نيروبي قيادات من قوات الدعم السريع. وهي اتهامات سارعت كينيا إلى نفيها، مؤكدة أنها تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف وتدعم حوارًا سودانيًا سودانيًا يفضي إلى وقف الحرب وتحقيق انتقال سلمي.
وأشارت الصحيفة إلى أن اللقاء الأخير بين وكيل الخارجية الكيني والقائم بالأعمال السوداني يعد بمثابة بادرة لعودة الدفء للعلاقات الثنائية، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية السوداني السابق علي يوسف الشريف إلى نيروبي في يناير الماضي، والتي أسفرت عن تفاهم أولي لإحياء أعمال اللجنة الوزارية المشتركة. إلا أن التطورات السياسية والأمنية لاحقًا حالت دون تفعيل ما تم الاتفاق عليه.
في سياق متصل، أعرب رئيس وزراء كينيا موساليا مودافادي عن تطلع بلاده إلى استعادة شراكتها الاقتصادية مع الخرطوم، مشيرًا إلى أن استقرار الأوضاع في السودان سيمهد الطريق أمام رفع القيود التي فرضتها الحكومة السودانية مؤخرًا على عدد من المنتجات الكينية، وفي مقدمتها الشاي، الذي يمثل أحد أعمدة الصادرات الكينية للأسواق السودانية.
وتعكس هذه التحركات محاولات كينيا لتصحيح مسار علاقاتها مع الخرطوم عقب فترة من التوتر غير المسبوق، كانت قد بلغت ذروتها باتهامات سودانية مباشرة للرئيس الكيني ويليام روتو بالانحياز لصالح التمرد، ما أثار موجة استياء واسعة داخل الدوائر السودانية الرسمية.