أخبار

تحذير من كارثة إنسانية تهدد أكثر من 2 مليون مدني في جنوب كردفان

متابعات: الوجهة 24

حذرت منظمة مشاد من التدهور الخطير والمتسارع في الأوضاع الإنسانية بمدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، والتي تعيش منذ عدة أشهر تحت حصار مسلح تفرضه قوات الدعم السريع والحركة الشعبية جناح الحلو.

واعتبرت المنظمة في بيان إن ما يحدث يعد انتهاكا صارخاً لكل المواثيق الدولية والإنسانية.

وقالت إن الحصار أدى إلى انهيار شبه كامل في الحياة المدنية وانقطاع شامل في الإمدادات الغذائية والطبية وتعطّل مؤسسات الصحة والتعليم والخدمات الأساسية وسط تصاعد حالات النزوح وانتشار الخوف في أوساط السكان

ولفتت إلى أن المعلومات الواردة من مصادر ميدانية موثوقة تشير إلى ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين شملت أعمال نهب ممنهجة وترويع للسكان وقطع للطرق ومنع دخول المساعدات الإنسانية ما يُعد خرقًا فاضحًا لأحكام القانون الدولي الإنساني وعلى رأسها اتفاقيات جنيف وخاصة المادة الثالثة المشتركة والمادة الثالثة والعشرين من الاتفاقية الرابعة التي تُلزم أطراف النزاع بتأمين الحماية للسكان المدنيين وضمان مرور المساعدات الإنسانية دون عوائق

وأكدت مشاد بإن أكثر من مليوني مدني في ولاية جنوب كردفان باتوا مهددين بفقدان مقومات الحياة في ظل غياب المأوى والغذاء والدواء والماء الصالح للشرب في وقت يُجبر فيه الأطفال على شرب المياه الملوثة وتلد النساء في ظروف قاسية دون رعاية طبية ويعيش كبار السن والمرضى في عزل تام بلا دواء أو وسيلة نجاة

وحمّلت قوات الدعم السريع والحركة الشعبية جناح الحلو المسؤولية القانونية والأخلاقية الكاملة عن هذه الانتهاكات المتكررة،كما دعت إلى رفع فوري وغير مشروط للحصار المفروض على مدينة كادقلي والمناطق المتأثرة ووقف جميع أشكال الاستهداف الممنهج للمدنيين والسماح العاجل بدخول المساعدات الإنسانية والطبية وفتح ممرات آمنة للنازحين وضمان الحماية الكاملة لهم بما يتماشى مع مبادئ العدالة والكرامة الإنسانية

وناشدت المنظمة المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بحقوق الإنسان إلى التحرك الفوري والفاعل لوقف الكارثة ومنع تفاقمها ومساءلة الأطراف المسؤولة عن هذه الجرائم التي قد ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية وفقًا للقانون الدولي

وأشارت إلى إن استمرار هذا الوضع في ظل الصمت والتقاعس الدولي لا يُعد تواطؤًا فحسب بل يمثل فشلًا أخلاقيًا وإنسانيًا مدويًا ويهدد بجرف المنطقة إلى مزيد من الفوضى والتشريد والانهيار ويقوّض فرص السلام والاستقرار في جنوب كردفان والسودان بأسره ويضع العالم أمام مسؤولية تاريخية لا يمكن التنصل منها فكل ساعة تأخير تُكلّف أرواحًا بريئة ومزيدًا من المعاناة التي لا تُغتفر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى