منسق مليشيا الدعم السريع خلف القضبان

متابعات : الوجهة 24
نُقل إدريس يوسف بوي، المدير السابق للمكتب المدني لرئيس جمهورية تشاد وأحد أبرز المقربين من الرئيس محمد إدريس ديبي، إلى مركز الاحتجاز في كليسوم يوم الخميس 5 يونيو الجاري، وذلك لقضاء عقوبة السجن لمدة خمس سنوات بعد إدانته بتهم تتعلق بالفساد
وكان بوي قد احتُجز منذ فبراير الماضي داخل مقر المخابرات العامة في العاصمة نجامينا، حيث خضع لمحاكمة وُصفت بأنها شبيهة بتلك التي طالت عددًا من الشخصيات النافذة التي تراجعت مكانتها منذ رحيل الرئيس السابق إدريس ديبي إتنو
ويقيم بوي حاليًا في الجناح المخصص للشخصيات المهمة داخل سجن كليسوم، وهو جناح يتمتع بامتيازات خاصة من بينها الزنازين الواسعة والمكيفة والمزودة بعدة مرافق، مع عزله الكامل عن باقي السجناء لأسباب أمنية
وفي خطوة أثارت جدلاً واسعًا، تم في اليوم نفسه الإفراج عن رجل الأعمال عبود هاشم، الذي كان قد أُدين في القضية ذاتها وحُكم عليه بالسجن لذات المدة. وعلّل محاميه، خوسيه حدادون، قرار الإفراج بـ”أسباب صحية”، مشيرًا إلى معاناة موكله من مرض قلبي يتطلب علاجًا في الخارج
وأفاد مصدر قضائي محلي أن الإفراج عن هاشم جاء في إطار “إجازة علاجية” بضمانة شخصية من أحد أقاربه، الذي تعهد بإعادته عند انتهاء فترة العلاج. غير أن هذه التطمينات لم تُقنع أسرة إدريس يوسف بوي، التي عبّرت عن امتعاضها وسرعان ما نشرت مقطع فيديو يُظهر عبود هاشم وهو يقضي وقتًا مع أصدقائه في جلسة خاصة داخل فيلا فاخرة في نجامينا، ما أثار تساؤلات حول جدية المبررات الطبية وراء الإفراج
من جهته، أعرب دجيرندي لاغير، أحد محامي بوي، عن “دهشته الكبيرة” من ما وصفه بـ”التمييز الفج” في التعامل مع المتهمين في القضية ذاتها، مطالبًا بتقديم توضيحات رسمية حول خلفيات قرار الإفراج عن هاشم، الذي يُعتبر شخصية محورية في ملف الفساد المعني
وتأتي هذه التطورات على خلفية الإقالة المفاجئة التي طالت إدريس يوسف بوي قبل أشهر، وسط اتهامات من أوساط سودانية بأنه كان ينسق الدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع عبر الأراضي التشادية، في محاولة من الرئيس محمد إدريس ديبي لاحتواء التوتر مع السودان، خصوصًا بعد الضغوط الأمريكية التي وُجّهت إلى أبوظبي لوقف دعمها لتلك القوات
ويرى مراقبون تشاديون أن الإطاحة ببوي، الذي كان يتمتع بنفوذ واسع في دوائر الحكم، خلقت ارتياحًا لدى عدد من الجنرالات الذين أُقيلوا في السنوات الثلاث الماضية، إضافة إلى بعض الوزراء الذين كانت تجمعهم به خلافات شخصية حادة
ويُعد فقدان بوي ضربة موجعة لتحالفات قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي”، الذي خسر بدوره أحد أبرز داعميه داخل منظومة الحكم في نجامينا، ما قد يُعيد ترتيب التحالفات الإقليمية في ظل أزمة مفتوحة على أكثر من احتمال