مقالات

أكثر وضوحاً..!!

أكثر وضوحاً..!!

الطاهر ساتي

:: (حسب المحقق)، حسم رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، الجدل حول حصة قوى الكفاح المسلح، بأن تبقى (كما هي)، وهذا يعني تجديد الثقة في تجديد الثقة في الشراكة مع قوى الكفاح، ولا شئ للجاكومي غير الدعوات الطيبات بالحظ السعيد في المستقبل بالإنتخابات.. وبالمناسبة، لاجديد، وهذا ما تم الاتفاق عليه قبل أسابيع في أول إجتماع مشترك برئاسة البرهان..!!

:: 23 يونيو، كتبت عن الإجتماع الأول، وفيه قدمت قوى الكفاح إقتراحاً بعدم المشاركة في السُلطة، ثم اقتراحاً آخر بإعادة توزيع المقاعد حسب متغيرات الراهن، ولكن المكون العسكري برئاسة البرهان رفض هذا وذاك، واقترح بأن يبقى الوضع ( كما هو)، والتشاور مع رئيس الوزراء..فذهبوا وتشاوروا مع رئيس الوزراء، و أمنوا على رأي المكون العسكري ..!!

:: وبعد إتفاق المكون العسكري و رئيس الوزراء و قوى الكفاح على إبقاء الوضع ( كما هو)، دفعت قوى الكفاح المسلح بمرشحيها لرئيس الوزراء لتعيينهم، ولكن قبل إعلانهم إفتعل المسمى بمسار الشمال معركة في غير معترك، وخلقت أزمة وجدت آذاناً صاغية في بعض الدوائر، و حدث ما حدث من ( لت و عجن)، و ما كان يجب أن يحدث ..!!

:: أخطأ المُلحق المسمى بمسار الشمال بتعكير المناخ و إثارة الرأي العام وبعض الدوائر على قوى الكفاح طمعاً في مقاعد السلطة بلا أي سند شعبي أو سياسي أو عسكري.. فالشمال لم يُفوّض هذا المسار الأعوج ليدافع عنه..ولو جار على الزمان على الشمال و أصبح بحاجة إلى محامي يدافع عن حقوق، فلن يوكّل هذا المسار الأعوج (محامياً)..!!

:: المهم، لقد أحسن البرهان ، ليس حسم قضية الحصة فقط، بل بتقوية الشراكة..فالشاهد أضلاع الشراكة هي العساكر و قوى الكفاح ثم المستقلين، وأحسن البرهان عملاً بفكرة تأسيس لجنة عُليا تضم الشركاء، وتكون المسؤولة عن الملفات الكبرى، وهذا ما كان مفقوداً في الفترة الماضية، وهذا هو المعنى الحقيقي للشراكة..!!

:: والآن الكرة في ملعب قوى الكفاح، فعليها أن تحرج خصومها وتثبت للشعب جدارتها بإدارة الدولة بذات جدارة الدفاع عنها، وبذات القدر من التضحيات التي تدفعها روحاً و دماً وعرقاً في ميدان الكرامة..وعليها تقديم كوادر ذات كفاءة ونزاهة، وعليها أن دعمنا لها في قضية الشراكة لاتعني تسليمها (شيكاً على بياض)، لتفعل كوادرها في السلُطة ما تشاء ..!!

:: تجربة د. جبريل إبراهيم في إدارة الدولة كلها، وليست فقط وزارة المالية، في أصعب المراحل، جديرة بالإقتداء .. بفضل الله ثم بكفاءة جبريل، وتجانس فريقه الاقتصادي، جنّبوا الدولة مخاطر الإنهيار، و أعادوا تأسيس نُظمها الإدارية والمالية، وتصريف أعمالها ودعم مجهودها الحربي، وصرف مرتبات العاملين، في ظل استقرار سعر الصرف لما يقارب العام وتسعة أشهر..!!

:: لم يكن سهلاً ما قام به جبريل إبراهيم و عبد الله إبراهيم و طاقمهما الاقتصادي لحماية ظهر الجيش.. وما قدموه لإعادة تأسيس الدولة لم يكن إنجازاً فحسب، بل كان إعجازاً، وهذا يكفي لتجديد الثقة فيهما بدون ( لت وعجن)، لأن المعايير هنا وطنية ومهنية.. وبالمقابل هناك تجارب لا تُليق بتجربة جبريل وتضحيات قوى الكفاح، وحامت حولها الشبهات وشابها الفشل، ويجب التحذير من إعادتها .. !!

:: على سبيل المثال، تجربة معتصم صالح في برنامج ثمرات، تجربة أحمد آدم بخيت في الرعاية الإجتماعية وصناديقها المُتخمة بأموال الفقراء والمساكين والعُمال، وتجربة سيف الدين كوكو في – خازوق العصر- المسمى بالجهاز الإستثماري للضمان الإجتماعي، كلها تجارب سارت بفشلها وفسادها الركبان .. فالدكتور جبريل مطالب بالإنتقاء المثالي للكوادر، وقديماً قالوا بقدر ما يكون الثوب ناصع البياض، تكون البُقعة أكثر وضوحاً..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى