اقتصادية

شلل تام في سوق أبوعشر

متابعات : الوجهة 24

شهد سوق مدينة أبوعشر صباح اليوم السبت حالة من الشلل التام، عقب تنفيذ الغرفة التجارية إضرابًا شاملاً أُغلقت بموجبه جميع المحال التجارية، احتجاجًا على الزيادات الكبيرة في رسوم التراخيص والجبايات التي فرضتها الوحدة الإدارية، في وقت يشهد فيه السوق تعافيًا هشًا من آثار الدمار الذي خلفته اعتداءات عصابات الدعم السريع خلال الأشهر الماضية.

ووصفت مصادر بالغرفة التجارية الزيادات المفروضة بأنها “خرافية”، مشيرة إلى أن رسوم الترخيص قفزت من 60 ألف جنيه إلى 600 ألف جنيه دفعة واحدة، إضافة إلى رسوم أخرى لا يقابلها أي تحسن في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه وصحة البيئة. وأكدت المصادر أن هذه الإجراءات تهدد بتقويض جهود التعافي التي بدأها التجار بشق الأنفس بعد عمليات النهب والتخريب التي طالت محالهم.

وفي تطور خطير، أفادت المصادر بقيام السلطات المحلية بتنفيذ أوامر قبض طالت عدداً من التجار، حيث أُودع خمسة منهم في حراسات قسم شرطة أبوعشر، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تجاوز قانوني في إجراءات تحصيل الرسوم، وتُنبئ بتصعيد أكبر في الأزمة بين التجار والوحدة الإدارية.

وذكرت مصادر محلية أن محاولات الوساطة التي قادها النقيب شرطة الوليد فشلت في تقريب وجهات النظر، ما دفع التجار إلى تصعيد الموقف ورفع شكوى رسمية إلى والي ولاية الجزيرة، مطالبين بتدخل عاجل لإنهاء ما وصفوه بـ”الجبايات التعسفية” وإنقاذ السوق من الانهيار.

وفي هذا السياق، أكدت الغرفة التجارية إرسال وفد رسمي إلى حاضرة الولاية للقاء الوالي وطرح مظالم السوق، مع التوافق على فتح المحال مؤقتاً لحين عودة الوفد. وأعرب التجار عن أملهم في أن يُصدر الوالي قرارات منصفة تُعيد الثقة بين السلطات والمجتمع التجاري، وتُسهم في استقرار السوق.

وتأتي هذه التطورات في وقت تحتاج فيه البلاد إلى دعم صغار المنتجين والتجار كرافعة أساسية لتعافي الاقتصاد المحلي، ما يستوجب مراجعة السياسات الجبائية وتحقيق توازن بين متطلبات الإيرادات وواقع السوق المتأزم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى