المسيّرات لن تعيده.. دقلو خسر الحرب وعليه الإقرار بالهزيمة

المسيّرات لن تعيده.. دقلو خسر الحرب وعليه الإقرار بالهزيمة
عزمي عبد الرازق .. يكتب
سألني أحد الأهل عن خطورة مُسيّرات مليشيا الدعـ.م السريع، وما يمكن أن تشكله من تهديد؟ قلت له: هذه المُسيّرات تصل أحياناً، وقد فشلت قوى كبرى مثل روسيا وإسرائيل في اعتراضها في كثير من المرات، ولكن ما لا تعرفه هو أن المُسيّرات ليست غاية بحد ذاتها، بل هي وسيلة لتحقيق أهداف عسكرية. وهي تُستخدم عادة بالتنسيق مع طلعات سلاح الجو لتغطية وصول المُتحركات بهدف تحرير أحد المواقع.
لكن هؤلاء الحمقى يطلقونها لأسباب عبثية وعدمية؛ أولها العمل الانتقامي المباشر. وهذا يؤكد أن الجيش أصابهم في مقتل وأدخلهم في حالة من الجنون والتخبط. والثاني هدف سياسي، يرمي إلى الضغط على الحكومة لدفعها نحو التفاوض وتقديم تنازلات تعيدهم للسلطة والغدر بالجيش والشعب مرة أخرى. وهذا أمر غير مطروح على الاطلاق.
فالدولة وقواتها لم تستسلم لهم عندما كانت محاصرة في مقارها الرئيسية بالخرطوم، وكانت الميليشيا آنذاك تناور في محاور سنار والفاو وتهدد باجتياح البحر الأحمر، فكيف الحال وهؤلاء المرتزقة واللصوص تحت الضغط العسكري في آخر معاقلهم في دارفور، وقادتهم الميدانيون ما بين هالك وهارب المؤكد يا عم أنه لم يتبق أمام المليشيا الإرهابية من خيار سوى الاستسلام. لقد خسر دقلو ومرتزقته الحرب، وعليه أن يُقِر بالهزيمة؛ فالمكابرة لن تفيده، والمسيّرات لن تعيده.