منوعات وثقافة

كيف يدير الإتيكيت انفعالاتك حتى في أصعب المواقف؟

 

متابعات : الوجهة 24

لا أحد بمنأى عن لحظات الغضب أو الانفعال، خاصة عندما تتصاعد الضغوط أو تتعقّد المواقف بشكل مفاجئ. لكنّ الفارق الحقيقي لا يكمن في غياب المشاعر، بل في طريقة إدارتها. ففي خضم التوتر، يظهر المعدن الحقيقي للأشخاص، ويتجلى الفرق بين رد فعل اندفاعي وآخر متزن

ورغم أن البعض يعتقد أن الإتيكيت محصور بالمائدة أو المناسبات الرسمية، إلا أن له بعدًا أعمق يتسلل إلى أدق تفاصيل الحياة اليومية، ويمنح أدوات عملية لإدارة المشاعر الصاخبة بلباقة واتزان.

وفي هذا السياق، تقدم شريهان الدسوقي، خبيرة الإتيكيت والعلاقات الإنسانية، مجموعة من القواعد الذهبية التي تساعد حتى أصحاب الطبع الحاد على التعامل مع المواقف الصعبة بذكاء وهدوء

1. لا تكن الأعلى صوتًا… كن الأوضح موقفًا

تشير الدسوقي إلى أن رفع الصوت أثناء الخلافات لا يعكس القوة، بل قد يُضعف من موقف صاحبه. فالإتيكيت يُعلي من قيمة التعبير الحازم الهادئ، الذي يحمل الرسالة بوضوح دون أن يصطدم. “السيطرة على نبرة الصوت تعني السيطرة على المشهد”، تقول الدسوقي، مشددة على أن التواصل الواثق بصوت هادئ يترك انطباعًا أكثر احترامًا ويمنح الطرف الآخر فرصة للاستماع بدلًا من الدفاع

2. حافظ على وقارك… بجملة ذكية

التعرض لتعليق محرج أو استفزاز علني موقف يتكرر كثيرًا. في هذه الحالات، تنصح الدسوقي بتجنّب الرد القاسي أو الصمت السلبي. وبدلًا من ذلك، يمكن استخدام عبارات لبقة تحافظ على الكرامة وتضع حدودًا واضحة مثل:

“أعتقد أن هذا ليس التوقيت المناسب لهذا الحديث”، أو “دعنا نحترم وجود الآخرين”.

بهذه الطريقة، لا يتراجع صاحب الموقف، بل يرتفع بمستوى الردّ ويكسب احترام الجميع.

3. خطوة للخلف… تمنحك السيطرة للأمام

حين يحاول أحدهم استفزازك، ترى الدسوقي أن أقوى رد هو أحيانًا “اللا رد”. الصمت الذكي، المقرون بلحظة تأمل قبل التحدث، يعطي مساحة للعقل كي يسبق اللسان. تقول: “الصمت ليس ضعفًا، بل اختيار متعمد لتجنب التصعيد وتحقيق التوازن”

4. تجاوز اللوم… وابدأ من الحل

في مواجهة الأزمات، خاصة في بيئة العمل أو داخل الأسرة، يسارع البعض إلى توزيع اللوم، مما يزيد التوتر. لكن الإتيكيت الراقي يدعو إلى تبني خطاب التهدئة والبناء، فتكون البداية بسؤال بسيط: “كيف يمكننا حل المشكلة؟” بدلاً من “من المسؤول؟”.

هذه المقاربة تضعك في موقع القائد الهادئ، لا الطرف المنفعل، وتُسهم في احتواء الأزمة وتحويلها إلى فرصة للتقارب

في الختام

التحكم في الانفعال ليس موهبة يولد بها البعض، بل مهارة تُكتسب، ويُعدّ الإتيكيت أحد أقوى أدواتها. فحين تمزج الذكاء العاطفي بالرقي في السلوك، لا تصبح فقط أكثر اتزانًا، بل تتحول إلى مصدر هدوء وثقة لمن حولك… حتى في خضم العاصفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى