أخبار

5600 عام من الصمود… البرهان يحيي عيد الجيش من قلب حضارة كوش

متابعات: الوجهة 24

في مناسبة عيد الجيش، ألقى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان كلمته التاريخية من معبد الإله أباداماك، إله الحرب لدى النوبيين القدماء، والذي يعكس حضارة تمتد لأكثر من 5600 عام.

يقع المعبد شرق معبد أمون في منطقة النقعة شمال السودان، ويعد نموذجاً بارزاً للمعمار الكوشي القديم. أباداماك، الذي يجسد رأس الأسد وجسد المحارب، كان يُعتبر وصياً مقدساً على الملوك والأمراء والزعماء، خصوصاً الراحلين منهم، ويُعتقد أن من يمس قبورهم يقع تحت لعنته.

واجهة المعبد الأمامية عبارة عن بوابة واسعة، تصور الملك نتكاماني والملكة أماني تيري، وأسداً رمزياً تحت أقدامهم، يحيط بهما أسرى من الجانبين، ويفسر العلماء هؤلاء الأسرى بأنهم من القبائل الصحراوية التي تصادمت مع المملكة الكوشية. كما يظهر على جوانب البوابة تمثيل للإله أباداماك يخرج من اللوتس المقدس، ويظهر في المعبد أيضاً مع الملك ومع الإله آمون وحورس.

وفي الحائط الخلفي، يوجد الرسم الأكبر للإله أباداماك وهو يتلقى النذور من الملك والملكة، ويظهر بثلاثة رؤوس وأربع سواعد. كما يحتوي المعبد على نحت للإله سيرابيس بلحية يونانية-رومانية، بالإضافة إلى تمثال لإله متوج يُعتقد أنه فارسي.

وعلى الرغم من تأثير العمارة الفرعونية الواضح، إلا أن النحوت الملكية تبرز اختلافات واضحة بين الحضارة الكوشية والحضارة الفرعونية، حيث يظهر الملك والملكة معصوبي الرأس ومكشوفي الأكتاف، وتظهر الملكة أماني تيري بعرض الوركين بما يعكس الفن الأفريقي أكثر من الفرعوني. ويعكس معبد أباداماك انسجام الثقافات، متأثراً بالعمارة الرومانية واليونانية، ويُعد خروج الإله أباداماك من اللوتس المقدس عملاً غير معتاد.

وكان بعض الرحالة الأوائل قد ربطوا بين النقعة والحضارة الهندية عبر التجارة القديمة من ميناء أدلوس التاريخي في إريتريا، لكن الدراسات التحليلية الحديثة رفضت هذه الفرضيات، مؤكدة على الخصوصية الثقافية والحضارية للمعبد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى