أخبار

رئيس الوزراء في خطاب تاريخي:  لن نقبل املاءات وعلى المجتمع الدولي دعم خيارات السودانيين

متابعات: الوجهة 24

أكد رئيس الوزراء كامل إدريس، التزام حكومة السودان بالقانون الدولي الإنساني، وأشار خلال تقديمه بيان السودان في فعاليات الدورة (80) للجمعية العامَّة للأُمم المتحدة بنيويورك، مساء امس الخمس، إلى أن حكومة السودان وضعت خطةً وطنية شاملة لحماية المدنيين قدمتها إلى مجلس الأمن والأمين العام، غطت كافة جوانب الحماية، بما في ذلك تشكيل آلية وطنية للحماية وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ودعم جهود الأمم المتحدة الإنسانية وسيادة حكم القانون، والمساءلة، والعمل على وقف انتشار السلاح، ومكافحة العنف ضد المرأة والأطفال، ومعالجة قضايا النازحين واللاجئين وتحقيق السلام الشامل، فضلا عن توقيع إطار التعاون مع الأمم المتحدة في هذا الشأن.

وجدد رئيس الوزراء التزام الحكومة بتسهيل وحماية ومرور المساعدات الإنسانية عبر كافة المعابر المتفق عليها التي حددتها حكومة السودان

وأشار إلى إن استمرار الصمت الدولي حيال جرائم المليشيا الإرها.بية المتمردة وحصارها لمدينة الفاشر وقصفها لمعسكرات النازحين ودور العبادة والمؤسسات التعليمية ونهب الأسواق والممتلكات العامة والخاصة وتدمير المرافق الصحية في كافة أنحاء البلاد يعد تشجيعاً وضوءاً أخضراً لها لمواصلة جرائمها وانتهاكاتها.

وأضاف أن أبواب السودان ستظل مفتوحة مع الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية، ودعا المجتمع الدولي لدعم خيارات الشعب السوداني وحكومته المدنية ودعم الحلول الإفريقية للنزاعات عبر الإرادة والملكية الوطنية من دون وصاية.

نص الخطاب

السيدة أنالينا بيربوك، رئيس الجمعية العامة

معالي السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة

أصحاب الفخامة الملوك رؤساء الدول والحكومات

السادة الوزراء

السيدات والسادة رؤساء الوفود

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهنئ السيدة/ أنالينا بيربوك، لانتخابها رئيساً للجمعية العامة للدورة الثمانيين. كما أهنئ السيد/ فيلمون يانغ، على رئاسة الجمعية العامة في دورتها السابقة، ونقدر حسن أدائه وجهوده المبذولة من أجل السلام.

ونخص بالتقدير معالي الأمين العام للأمم المتحدة/ أنطونيو غوتيريش لجهوده الدؤوبة ومبادراته القيمة من أجل السلام والعدل وتحقيق أهداف ومبادئ الأمم المتحدة ودعمه لقضايا الدول النامية

هأنذا أقف أمامكم اليوم باسم حكومة السودان المدنية وإنابة عن الشعب السوداني الأبي ووفاءً للعهد الذي قطعه فخامة الرئيس عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة من داخل هذا المحفل الدولى المهم بتعيين رئيس وزراء مدنى بسلطاتٍ مستقلة ترسيخاً لقيم الحكم المدنى والانتقال الديمقراطى.

“أملٌ يتجددُ في وحدَتِنا وقوة تكمن في سلمنا”

السيدة الرئيس،،،

إننا نشهدُ تحديات عظيمة ونواجه مخاطر جمة تعصف بمبادئ الميثاق وتعددية الأطراف، مع تهديد الاستقرار الإقليمى والدولى، بينما تتآكل قواعد القانون الدولي، وتتفاقم جرائم الإبادة الجماعية والعدوان وتوظيف المرتزقة الأجانب لاحتلال أراضى الدول وذبح الشعوب ازدراءً بالميثاق وانتهاكاً للقانون الدولي كما يحدث الآن في بلادى.

السيدة الرئيس،،،

ينبغي علينا بناء الثقة والتزام الشفافية، وتعزيز دور الجمعية العامة والدبلوماسية الوقائية وحل النزاعات بالطرق السلمية، حيث يمكن تعزيز قدرات ودور الأمم المتحدة من خلال العمل الجماعي والتعاون الدولى المتعدد الأطراف ويمكن الاستفادة من قوة الدفع الناتجة عن مبادرة الأمم المتحدة (80)، ومخرجات قمة المستقبل، والمؤتمرات الدولية الرئيسية.

على الرغم من الإجماع والتوافق الدولى على عدم مشروعية العقوبات والتدابير القسرية الأحادية، التي تنتهك قواعد القانون الدولى، يستمر فرض هذه العقوبات، لأسباب سياسية، مما يهدد قيم وأواصر التعاون الدولى والعلاقات الدولية وحقوق الشعوب في التنمية والرفاهية والتمتع بحقوق الإنسان، وخصوصاً الدول النامية والأقل نمواً .

كما نشعر بالقلق من استغلال حقوق الإنسان سياسياً، أو اتخاذها وسيلةً للضغط على بلادنا، دون النظر للجوانب الاقتصادية لحقوق الإنسان التي تتأثر بهذه العقوبات والتدابير الأحادية. وكذلك نجدد رفضنا لخطاب الكراهية والعنصرية والتطرف والاسلاموفوبيا وكافة أشكال التمييز والتعالي العرقي التي باتت تهدد الإنسانية بكليتها.

السيدة الرئيس،،،

لقد تعرض شعب السودان خلال الأعوام الثلاث الماضية إلى مخاطر وتهديدات وجودية بفعل جرائم مليشيا الدعم السريع المتمردة، إذ أُجبر السودانيون على الخروج من ديارهم ووطنهم تحت وطأة القتل الممنهج والتعذيب والنهب والاغتصاب والإذلال والتدمير المتوحش لكل مقومات الحياة وكل ذلك كان مقصوداً بحد ذاته، ضمن مشروع متكامل للسيطرة على السودان ونهب ثرواته وتغيير ديمغرافية سكانه.

إن الحفاظ على سيادة الدولة ومؤسساتها الوطنية الراسخة أولوية قصوى وقضية وجودية للشعب السوداني. وعليه فإن الانتقال المدنى والتحول الديمقراطى تحت قيادة حكومة الأمل المدنية وإرساء السلام لن يتحقق بدون وجود وتقوية هذه المؤسسات الوطنية التي تحافظ على سيادة الدولة وسلامتها الإقليمية. على المجتمع الدولي العمل على وقف تدفقات الأسلحة الفتاكة المتطورة للمليشيا الإرهابية وإدانتها وتجريمها وتصنيفها مجموعة إرهابية ووقف تدفقات المرتزقة.

إن انتهاك القرار 1591 يهدد باستمرار الحرب، وإطالة أمدها،ومعاناة المدنيين، ويقلّل من فرص التوصل للسلام ويهدد سلامة ووحدة واستقرار السودان والمنطقة بأسرها.

إن تحقيق السلام الشامل في السودان يتطلب مشاركة القوى السياسية السودانية وقطاعات الشعب السودانى في صنع القرار وتحديد مستقبله، لأنه صاحب المصلحة الحقيقة وذلك بعيداً عن التدخلات أو التأثيرات الأجنبية أو الحلول الجزئية المتسرعة أو دعم التطرف السياسى العرقى الذي يخطط لتدمير السودان.

نؤكد إلتزام حكومة السودان بخارطة الطريق والتي ساهم في وضعها لفيف من القوى الوطنية والمنظمات المدنية والتي قدمناها للأمم المتحدة والوسطاء، وتتضمن وقف إطلاق النار مصحوباً بانسحاب مليشيا الدعم السريع الإرهابية من المناطق والمدن التي تحتلها ورفع الحصار عن مدينة الفاشر وما حولها تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2736 الصادر منذ أكثر من عام. وتشمل كذلك العودة الكريمة الآمنة للنازحين واللاجئين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين والمتضررين، ومواصلة العملية السياسية الانتقالية نحو الديمقراطية. وفي هذا الصدد قد تم اتخاذ خطوات متقدمة بالفعل لتنفيذ هذه الخارطة، حيث قمت بتشكيل حكومة مدنية من التكنوقراط والتي ستنخرط في حوار وطنى سودانى/سوداني شامل لكل القوى السياسية والمجتمعية كي تؤسس للوصول لانتخابات حرة ونزيهة، وتعمل للارتباط الايجابى بالمجتمعين الإقليمى والدولى.

في هذا الإطار التزمت الحكومة ولا تزال بتسهيل كافة الإجراءات لكل السودانيين بالمهاجر للعودة والانخراط في هذا الحوار التاريخي المهم.

السيدة الرئيس،،،

إن من أولويات حكومة الأمل المدنية العمل على انجاز الأهداف التي تتضمن :

تحقيق السلام كأولوية قصوّى وإقامة دولة القانون ومحاربة الفقر والفساد بكافة أشكاله وتفعيل العدالة الانتقالية والمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب؛ وانتهاج سياسة خارجية متوازنة والارتباط الايجابى بالمنظمات الدولية والإقليمية وتقديم الخدمات من كهرباء ومياه وأمن ومعاش وتنشيط التنمية الريفية والإستشفاء الوطنى والإعداد للانتخابات القومية الشاملة بمراقبة إقليمية ودولية والعمل على ازالة مخلفات الحرب والعودة إلى العاصمة الخرطوم وبدء جهود إعادة البناء والإعمار ورفع كفاءة القطاع الصحى ورفع معدل مشاركة النساء والشباب في الحوار الوطني من أجل السلام .

السيدة الرئيس،،،

نؤكد التزام حكومة السودان بالقانون الدولى الإنسانى، ولقد وضعت حكومة السودان خطةً وطنية شاملة لحماية المدنيين قدمتها إلى مجلس الأمن والأمين العام، غطت كافة جوانب الحماية، بما في ذلك تشكيل آلية وطنية للحماية وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ودعم جهود الأمم المتحدة الإنسانية وسيادة حكم القانون، والمساءلة، والعمل على وقف انتشار السلاح، ومكافحة العنف ضد المرأة والأطفال، ومعالجة قضايا النازحين واللاجئين وتحقيق السلام الشامل. ، فضلا عن توقيع إطار التعاون مع الأمم المتحدة. في هذا الشأن تجدد الحكومة إلتزامها بتسهيل وحماية ومرور المساعدات الإنسانية عبر كافة المعابر المتفق عليها التي حددتها حكومة السودان.

إن استمرار الصمت الدولى حيال جرائم المليشيا الإرهابية المتمردة وحصارها لمدينة الفاشر وقصفها لمعسكرات النازحين ودور العبادة والمؤسسات التعليمية ونهب الاسواق والممتلكات العامة والخاصة وتدمير المرافق الصحية في كافة أنحاء البلاد يعد تشجيعاً وضوءاً أخضراً لها لمواصلة جرائمها وانتهاكاتها.

ستظل أبوابنا مفتوحة مع الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية، وندعو المجتمع الدولى لدعم خيارات الشعب السودانى وحكومته المدنية ودعم الحلول الأفريقية للنزاعات عبر الإرادة والملكية الوطنية من دون وصاية.

السيدة الرئيس،،،

إن التدهور الخطير والتصعيد المتزايد وما آلت إليه الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً الأوضاع الكارثية في فلسطين المحتلة وقطاع غزة ينذر بعواقب وخيمة على المنطقة وعلى شعوبها، ونجدد قناعتنا بأنه لا استقرار ولا أمن في المنطقة إلا بحل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية يُمكِّن من قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس على حدود يونيو 1967 وفقاً للقرارات والشرعية الدولية.

وفي هذا السياق ندين الهجوم الإسرائيلي السافر على سيادة دولة قطر الشقيقة الذي يهدد السلم والأمن الدوليين.

ختاماً السيدة الرئيس، وبوصفي رئيساً لوزراء حكومة الأمل المدنية، سأبذل كل ما في وسعي للانتصار لكرامة الشعب السوداني وعزته وسوف لن نقبل أي إملاءات تتعارض مع سيادة بلادنا وأمنها القومي وملكيتها الوطنية في تحقيق السلام العادل.

وشكراً ، السيدة الرئيس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى