مقالات

كيف تم تعيين هذا العابث وزيراً للخارجية!!!!

كيف تم تعيين هذا العابث وزيراً للخارجية!!!!

عامر حسن عباس

مختص في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية والعسكرية 

المؤكد أن أطراف مشروع الحرب علي السودان قد عجزوا حتي الآن عن دفع الحكومة السودانية والجيش السوداني وقيادته للتسليم بحتمية الرضوخ لمخططهم الرامي لتفتيت الدولة بالحرب أو بالتفاوض لاقتسام نتيجته و تسكين حالة اللا دولة وتعزيز الانقسام ؛ وذلك بوقف زحف الجيش حتي حدودنا الغربية لدارفور تخديرا للمشكلة وتحضيرا لجولة أخرى وقد فشلت الضربة القاضية في ١٥ ابريل ٢٠٢٣م.

لكنهم لم ييأسوا بعد …. 

لقد فكرو ودبروا وقدروا أن الضغط بالرأي من الداخل قد يكون أجدى وأنفع وخاصة إذا كان التفاوض الذي لا ينعقد علي أساس حل وتسريح المليشيا هو المرفوض من الشعب وممن يحملون عبء الحرب علي أكتافهم من أبطال قواتنا المسلحة وشرطتنا الأمينة وجهاز مخابراتنا المتفاني ومن أطراف إتفاقية السلام 2020 القوات المشتركة ومن شباب السودان الوثاب للتحدي والمجد والذي دخل الي الوحدات العسكرية المحاصرة وقدم الآلاف فداء لهذا البلد وشعبه فلعل رأي فلان أو علان من داخل الصف المحارب يشكل ضغطا إعلاميا يتزحزح به كتاب وصانعي رأي آخرون فيهيئوا بذلك إجلاس الجيش منزوعا من سيادته باسم الحكومة تحت إعلام الإمارات عضو الرباعية لاقتسام نتيجة أكبر حرب دفع فاتورتها كل سوداني وانتصر فيها الجيش بفضل الله وحده وبانت نهايات المليشيا وداعميها وقد تم ضمان النصر .

هل بإرادته و وعيه أم بسذاجته تم اجلاس السفير علي يوسف وزير الخارجية السابق علي كرسي برنامج تلفزيوني ظل طوال فترة الحرب يستضيف أبواق المليشيا وحليفها السياسي قحط لتمزيق تماسك الأمة خلف جيشها في معركة المصير ليقول الوزير ما قال به في مشهد يرثى له و هو يستطنق بمحظورات القول عن مقعد و وزارة جلس علي كرسيها أمينا عليها حتى إذا ما اقيل منها أقبل يتحدث بما يشبه فضح الأسرار وليس هنالك سر وبما يشبه اعتراف المجبور وليس هناك جابر له .

يتحدث عن عدم حريته في أداء وظيفته و يوصى السيد رئيس مجلس السيادة بعدم التردد وتفويت الفرص في معرض الحديث عن الرباعية وخطتها و يشكك صراحة في إمكانية حسم التمرد عسكريا ترغيبا في عرض الرباعية الملغومة والكل يعرف أن الحسم قد تم وما تبقي هو العدو الخارجي الذي ما فتئ يرسل مرتزقته و سلاحه لقتل السودانيين وتحطيم دولتهم وهو الآن يترنح بترنح أشباحه في الميدان ومن ينكر إنجاز الجيش والشعب إحناء المليشيا وضربها وطردها من كل مراكز الدولة ومؤسساتها ودور المواطنين بعد أن كان مسيطرا عليها في مساحات تعادل أكثر من عشر دول أوروبية وهل تحركت الرباعية إلا لأن الجيش انتصر ومشروعه يترنح بترنح المرتزقة ؟؟.

كيف لوزير عاقل غادر مقعد السلطة ولازالت ملفات مهامه مفتوحه أمام سلفه يذهب لجلسة تحقيق وتوظيف مجانية في برنامج تلفزيوني خدمة لخطط الضغط علي الدولة وقيادتها وتثبيط همة شعب مكلوم مضغ الصبر وصنع النصر ووضع للمجرم وداعميه شروطا للتفاوض معه و القائمة علي الحل والتسريح فكيف به (السفير علي يوسف) يخضع ليكون أداة في تشتيت الانتباه وبث الشك و خدمة الأجندة ومن اين أتاه الضغط ليقع في محظور الأمن القومي للموظف الذي غادر موقعه فيتكلم بأسرار الاجتماعات وما دار فيها ؟؟؟

من القوى التي تحاربنا جهرا ؟؟ 

أم من صديق هو نفسه مضغوط حائر بين الوقوف مع السودان بكلتا قوتيه السياسية والعسكرية وبين أن يحارب نفسه وأمنه القومي لتمرير العواصف التي تهب عليه من كل جانب بالتماهي مع الرباعية؟؟

ام هي غفلة السيد الوزير و استهانته بوزن تصرفاته و اقواله ؟؟؟

في السودان متسع للسكن والأمان السيد السفير.

ظل الكثيرون يلحون علي السيد رئيس مجلس السيادة تكوين حكومة تشبه حالة الحرب في السودان وأن شرط نجاح هذه الحكومة هو في اختيار عناصر ذات كفاءة وصلابة و ولاء للقوات المسلحة فقط بدون محاصصة باعتبار الجيش صاحب الشرعية في إدارة شأن الدولة في كل مراحل الانتقال السياسي الحرج علي مر تاريخنا بعد الاستقلال.

وقد عانى السودان ودخل إلى الحرب المفروضة عليه بأسوا حكومة عبر التاريخ لأسباب موضوعية اهمها:-

إن وزير داخليتها ومدير عام شرطتها ذاب كذوبان الجليد في نهار غائط ولم يظهر في أكبر ظاهرة لازمت الحرب ولم تجد لها تفسيرا حتي اليوم فكان نتاج ذلك آلاف الضحايا لافتقاد خطط التأمين والاجلاء وفقدان الوطن الغالي ممتلكاته من مستندات الدولة و مندوبات البنوك والمصانع والبيوت وفوق ذلك انتهاك الأعراض وبيع النساء سبايا .

غياب أي خطط للطوارئ مع التعامل مع الحرب فتم إطفاء مراكز الاتصال الاستراتيجية بواسطة التمرد بعد شهور متطاولة من الحرب فانقطع الاتصال وتوقفت حياة الناس وأسواقهم تبعا لذلك ليكتشف الجميع أن لا بدائل تم تجهيزها ولا مساءلة قد وقعت تجاه التقصير . وماقطاع الاتصال إلا مثال مبسط لعشرات الأمثلة التي اقعدت المؤسسات و عطلت البلاد وأثرت حتي علي سير الحرب ومعاركها ضد المليشيا وداعميها.

غياب وزير الدفاع والخارجية والإعلام لأكثر من شهر بعد بداية الحرب افتقدنا اهم معاركنا الخارجية في التعريف الصحيح بما يدور في بلادنا فتسيدت المليشيا المنابر و تحركت حليفتها السياسية قحط لتخربت منابر إيقاد وجدة ومؤتمر جوار السودان الذي تعطل بعد انعقاد يتيم ولازلنا ندفع فاتورة هذا التقصير حتي اليوم حصارا علي الدولة السودانية وإعجازا لكل صديق عن دعمنا فصارت اكبر حرب تدور في الشرق الأوسط تسمى بالحرب المنسية . وبدلا من انعتاقنا من قيود من صمموا وخططوا للحرب لازلنا حتي اليوم بلا أصدقاء في العلن نكابد منابر نفس القوى التي كانت في مشهد الدولة قبل الحرب علي منابر جدة وجنيف والرباعية ومن بينهم عدو محارب ناصب السودان العداء جهارا .

ولكل ذلك ولفحوى حديث السفير علي يوسف في برنامج تلفزيوني يجعل السؤال الملح القلق كيف تم تعيين هذا العابث وزيراً للخارجية ؟؟؟

وكيف تؤمن الدولة ظهر القوات المسلحة إذا كان وزير خارجيتها غاضب من إقالته أو مستهتر بوزن ما يقول أو قابل للوقوع تحت الضغوط يجلس علي شاشات التلفاز ليشكك في الحسم العسكري للحرب في السودان ودون ذلك التفاوض علي أساس حل المليشيا وأعوانها ؟؟

هل طرح علي السودان صيغة للسلام تضمن حل المليشيا وإنهاء وجودها ورفضتها الدولة ؟؟ بالتأكيد لا .

فيبقى السؤال هل من اختاروا الحسم العسكري كان أمامهم خيار آخر يحفظ السودان من الزوال وكرامة مواطنيه من الإذلال ورفضوه ام أنهم أجبروا بجرائم المليشيا وعدوان الإمارات وكيلة المشروع الصهيوامريكي علي الوقوف مسنودين بعون الله وحده ونصره في وجه العدوان وقد علت وجوههم العزة ولسانهم بيقين العارف بحجم المخطط يردد في كل مدينة وقرية ونجع نائي (بل بس) ….

فكيف بوزير الخارجية أن يشكك في النصر أو يخذل عن الحسم بموالاة خطط الرباعية صراحة ويحض عليها وهو العالم العارف بأنها صانعة الحرب وسراب السلام .

كيف تم تعيينه وزيرا للخارجية ؟؟؟

لأن المعايير أن كانت هي هي ما كان هذا الاختيار لحكومة كامل ادريس فعلى الجميع أن يتهيأ لمطابات أشد إيلاماً و ولخرق يعجز الراتق.

وأول الرتق والعلاج بالكي هو استدعاء السفير علي يوسف ومساءلته ومحاسبته علي التجاوز الموجع لجسم الأمن القومي السوداني.

إن إرادة الأغلبية من أهل السودان في هذا الظرف الصعب أن يكون الحكم للجيش منفردا بلا مشاركة حزبية أو محاصصة جهوية ولسنوات عدة حتي يتم تحقيق الأمان وضمان تعافي الطبقة السياسية من علل العمالة والتآمر علي البلد، ولكن ليتحقق ذلك فإنه في أمس الحاجة لأن يرتب حاضنته الأوسع (صفوف الشعب) ويدبر هيئة تصيغ الرؤى السياسية والاقتصادية والاجتماعية من قاعدة كفاءات أوسع يرى كل حادب علي مصلحة السودان فيها نفسه وكل ذلك بروح الشباب الذي مهر هذه الحرب بدمائه فلا بداية أمثل من توسيع مفهوم وهياكل المقاومة الشعبية وتأسيس السلطات الإدارية في المستويات الولائية من شباب السودان رجاله ونسائه وتلك أفكار وتصاميم لا تنجزها أجهزة غارقة من وحل المشاكل اليومية ومتكلسة عن الأفكار والإبداع وذلك قول يحتاج إلي تفصيل .

ختام القول إن القيادة السياسية و قواتنا المسلحة هي اليوم في أشد الحاجه لترتيب الصف خلفها وتوظيف الإمكانات البشرية والاقتصادية والتنفيذية بنفس يشبه ما حل بالسودان من تحديات ودون ذلك الترتيب ستنزلق المخططات الضاغطة علي السودان بأساليب عديدة فخطوط البلد متباعدة تسمح بالتسلل ، وماجاء في أمثال وأقوال العامية السودانية يغني عن التفصيل (الموت يجى بالغفلات).

حفظ الله السودان وأهله 

وكتب النصر لجيشه حيث حل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى