هل أتانا ( البرهان ) بخير؟

هل أتانا ( البرهان ) بخير ؟
عادل المفتي .. يكتب
مهنتي .. أحلق بعيدا مع تلألأ النجوم والفضاء الواسع البهيج ومحدودية النظر الربانية لأصعُد ثم أصعُد ثم أصعُد وتتضح الرؤية الدونية لتصغر الأحجام وتتسع المساحات الخضراء والتضاريس المختلفة جبالاً شاهقة طولاً .. من خلق الرؤوف الخبير .. وجليد أبيض النية يعلو القِمم صفاءاً كقلب سيد الخلق النبي الكريم .. أستَرِق النظر من النافذة الزجاجية شمالاً وطولاً وعرضاً وأتفكر في الله .. وتتمدد البحار سلاسة والأنهار جريانا في مساحات الإنسانية الداخلية الملونة بلون الورد وطعم الشهد أحياناً وبلون الدم ومذاق الحنظل أحياناً أخرى والخالق يراقب .. والملائكة تكتب .. مَنْ السعيد ؟ ومن الشقي ؟ مَنْ مالك الكون بالصدق والعدل الرحمن الرحيم؟ ومَنْ هو من دُونِه قاتل النفس الشيطان الرجيم ؟
ف ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾ وأنت تطلب الهداية في يومك خمس .. إهدنا الصراط المستقيم ..
أزيز الطائرة الداخلي الخافت يهدِي إلي الرُشد لأتنفس الأمل .. وهكذا الحياة .. صيفاً وشتاءً وربيعاً وخريف .. وجاء الخريف ليبَرُق البرق ويهدر الرعد يَصُم الآذان ومُقدِمة الطائرة تعج بالألوان ولا يَسْتَمِع المسلم الإنسان لصوت الحق وأخيه الإنسان ليظل الإنسان هو الإنسان ما بين الخير والشر و تبيان الفرقان .. تتراءى لي صواريخ ( الاستراتيجية ) وفندق مارينا كورال .. وموت محقق .. ليطل الانسان بوجهه الكئيب سحق وسحب والى الجنينة المغدور به، ثم أخرى بالوجه الأكثر قبحا.
إنسان بشحمه ولحمه .. نعم الإنسان الذي فضله الله على كل الكائنات والمخلوقات ليقوم هذا الكائن العجيب بوضع أخيه الإنسان تحت عجلة العربة وسحقه، نعم سحقه وسحبه وتصويره والعياذ بالله، بدون رحمة أو شفقة وبدون عنوان .. فهل ياترى ده إنسان وداك إنسان؟ ومن لم يؤثر فيه هذا المشهد ويدينه .. فهو ليس بإنسان .. فمن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالدًا فيها .. فهل يا ترى هم يعلمون معنى الله أكبر؟ أم فقط لسان؟
ولسان حال الشعب يسأل :
هل أتانا ( البرهان ) بخير ؟
قلنا نعم بكل الخير ..
قالو بماذا ؟
قلنا : بمدنية و بـ ( كامل )
قالو؟ الكمال لله وحده ..
فقلنا؟ تفاءلوا خيراً تجدوه ..
قالو ثم ماذا ؟
قال شعبكم ..
قالو ثم ماذا ؟
قال شعبكم ..
قالو ثم ماذا ؟
قال أمنكم وسلامكم وعيشكم وصحتكم وتعليمكم والله الموفق .
بُرج المُراقبة يوجهنا .. نهبط ثم نهبط ثم نهبط ونهبط أخيراً بسلام و نوقف صوت المحركات ومن مقعدي أتنفس الصعداء شهيق النجاح وزفير الحياة مرة أخرى ليفتح باب الطائر النفاث و أقف هاشاً باشاً مبتسماً ومودعاً لهم ورياح إلهية باردة تهب علينا مع رزاز مياه تتدفق على وجهي مخلوطة بِبَرَدْ أبيض من أعالي جبال الألب، لتقول هذا الانسان خُلِقْ للعبادة وتعمير الارض بالخير والنجاح فهل ياترى نفعلها وغيرنا ؟ للدعوة للعدل والإنسانية والسلام وتعمير الارض ونغير الانسان .. نعم تغيير إنسان السودان الى الأحسن .. فعليكم أيها القادة بتغيير أنفسكم أولا ثم تغيير إنسان السودان ثانيا بقدوتكم ونهجكم .. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم ..
قالو ثم ماذا ؟
قلنا
نحن جميعا متفائلون والعافية درجات ..
وسنرى .
عادل المفتي
2 يونيو 2025 م
تابعوني