علاء الدين الدفينة يكتب: الموت لمن يبصق

هكذا قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ان حكومته عازمة على استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين الذين يبصقون في وجوه رجال الشرطة الأمريكية التي تنشط الان لإخماد الاحتجاجات في مدن ولاية كاليفورنيا الامريكية
المتظاهرين متعددي الجنسيات يقول عنهم ترمب انهم مهاجرين غير شرعيين لذا فإن بلاده غير راغبة فيهم.
بمعنى ان أمريكا قد إكتفت من (البشر) وان هذا الفائض البشري ليس سوي اعداداً مزعجة وثقيلة الظل على حكومته وبلاده وإقتصادها
واغلب هؤلاء من مواليد أمريكا ويقيمون فيها منذ سنوات عديدة ولهم أُسر وحياة وأعمال ومصالح لكنه قرر وفق السياسة (الترامبية) الجديدة ان يتخلص منهم باستخدام قوة القانون وقانون القوة تنفيذاً لوعوده الانتخابية المؤسسة على برنامج متعدد الاتجاهات أمنياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً مفاده ان أمريكا البيضاء للامريكان البيض وما عداهم أولى بهم الجحيم
وترمب الذي ينحاز الان للقانون ورجال القانون هو نفسه من غض الطرف عما حدث للقانون ورجاله حينما قاد الفوضى في أمريكا ضد جو بايدن وحرض مناصريه البيض على العنف وهو من غض الطرف عن أحداث الكابيتول واحتلال أنصاره لأكثر من عشرين برجاً هي عدد مجمع مباني الكابيتول الذي تديره الحكومة الاتحادية … وتلك أحداث قضى على إثرها عدد من رجال الشرطة نحبهم والغريب في الأمر أن ترمب حامي الحريات والديمقراطيات في العالم قد اطلق سراح كل المدانين الذي اودعتهم هيئات المحلفين الزنازين بناءاً على قرائن مادية اثبتت التهم الجنائية عليهم
بدأ ترمب حملات (صيد) المهاجرين غير الشرعيين من مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا رابع أكبر اقتصاديات العالم حيث تتراوح مدخلاتها الأربعة ترليون دولار في العام الواحد هي جملة عائدات الشاطئ الغربي لامريكا … وولاية كاليفورنيا مصنفة أيضاً بأنها تضم أجمل فتيات العالم… حيث تنتج الدولار والجمال معاً… وهنا تكمن تهمة الملياردير ماسك لترمب وهو صاحب أكبر شركات التقنيات البرمجية في العالم والمستشار الأسبق لترمب وخصمه الحالي وصاحب الادلة الفاضحة لترمب باستخدامه ومتجارته الجنسية في الفتيات القاصرات ومؤسس ثالث الأحزاب العملاقة حديثاً في أمريكا بعد الجمهوري والديمقراطي
ترمب قبل أن يصبح رئيساً كان أكبر منظمي مسابقات ملكات جمال العالم والتي تبتدي بقياس حجم محيط حلمات الاثداء النسائية ولا تستثني انواع فصائل المهابل والارحام وألوان الشفاه ومذاقها
أمريكا تؤسس خياراتها الدفاعية في الخارج على الهجوم ضد أعدائها الحقيقيين و الافتراضيين بأعنف ما انتجه الآلات الحربية الفتاكة خصوصاً بعد الضربة الساحقة التي تلقتها قواتها من الجيش الياباني في دير هاربرل والخسائر المهولة لجيشها في الحرب العالمية الثانية والتي بلغت قمتها في معركة نورماندي وهي المعركة التي ابتلعت كل الجيش الكندي ومئات الآلاف من الجنود البريطانيين والفرنسيين والامريكان وغيرهم من جيوش الحلفاء رغم أنها كانت النهاية الفعلية للرايخ الثالث والبداية الحقيقية لتقسيم أوربا وفرض نظام عالمي جديد أساسه المعسكرين الشرقي (الشيوعي الاشتراكي) والغربي (الرأسمالي)
أمريكا نفذت منذ تلك الفترة التي تلت العام ١٩٤٥ وحتى خواتيم ١٩٨٨ م ضربات جويه ضد اهداف في محيطنا العربي بلغت ٢٦٨ ضربة جوية هذا غير آلاف الطلعات والضربات الجوية والصاروخية المستمرة حتى الآن ولم تؤمن في يوم من الايام إلا بالقوة المضادة والتي اجبرتها على الانسحاب من فيتنام في خواتيم الستينيات ومن ثم لبنان في العام ١٩٨٢ بعد تفجير سفارتها في بيروت والذي قضى على ٢٨٨ عنصرا من جنود المارينز (نفذ التفجير حزب الدعوة الشيعي الذي هو الوالد الشرعي لحزب الله اللبناني الحالي) ثم سحبت أمريكا جنودها مدحورة من الصومال بعد سحل ١٨ جندياً لها من جنود البحرية في شوارع مقديشو في العام ١٩٩٤ م… وسحبت كل جيوشها من حدود كوبا بعد أن فشلت كل مغامرات ومحاولات ال cia إسقاط حكم فيدل كاسترو في هافانا حيث نشر الكوبيون ٣٦٠ رأساً نووياً محملة على صواريخ روسية موجهة على واشنطن ونيويورك.
إستخبارات أمريكا سعت لنشر الفوضى في كوبا متبنية خطة فاشلة أطلقت عليها (يوم القيامة) وذلك في العام ١٩٦٧ وهي ذاتها فترة الحرب المسمومة والمسماة بحرب خليج الخنازير
وخرجت من كل ذلك خاسرة… لماذا؟ لان إرادة الشعوب لا يمكن دحرها
أمريكا تعرف هذه اللغة ولا تعرف سواها… لغة الإيمان بالقضية والقوة المصاحبة لها… أمريكا تسحق الضعفاء وتحترم منطق الأقوياء
اساس سياستها مستندة على معِدات وبُطون القُمّل والقُراد حيث تحرص على الالتصاق بضحيتها وإمتصاص كل دمائها
وهو النهج الذي تنتهجه الان الإمارات والدول المعدلة وراثياً وجينياً وتسعى لاتباعه معنا في السودان.
ونحن لا يعنينا ما فعله ترمب في شي… فتلك امريكته وذلك شعبه
لكن الذي يهمنا هو سوداننا… حيث هو وطننا ومن فيه شعبنا
ان كان ترمب قد أصدر قراره للقوات الفيدرالية (الجيش) بالنزول لشوارع المدن الأمريكية لاخماد أصوات المحتجين ولابعاد المهاجرين من بلاده فما الذي يعيبه على جيش السودان الذي قرر إخماد فوضى مليشيات غازية قررت إحتلال بلادنا وتهجير شعبنا؟… مليشيا الدعم السريع ليست سوى وجوداً اجنبياً غير مرغوب فيه أساسه قطعان من الشتات المهاجرين مما لا وطن لهم ولا أرض ولا تاريخ … إن اخطاءاً تاريخية متراكمة اسهمت في وجودهم غير الشرعي ببلادنا ووسط شعبنا وبلغوا درجة تهديد امننا القومي مما يتطلب قتالهم حيث لم يخرجوا في مظاهرات سلمية تتطلب تدخل سلطات مكافحة الشغب بل أعلنوا غزواً مسلحاً مدعوماً من دول هي الاحرص على امتصاص دماء شعبنا وخيرات وطننا فما الذي يمنعنا من حربهم وإخماد فتنتهم؟
على الرباعية(ومنهم أمريكا الترامبيه نفسها) التي تنشط الان لفرض ضغوط على وطننا بإسم السلام من أجل فرض إملاءات علينا تنتهي بتنازلات تؤسس للاعتراف بمليشيا الدعم السريع ان تصدر بياناً (خجولاً) واحداً (تُبدي فيه قلقها) من سياسات ترمب وإضطهاده للمدنيين وإنتهاكاته الإنسانيه للمدنيين في أمريكا
على ساستنا المدافعين عن الحريات المدنية ان يفعلوا ذلك أيضاً … فالقضية واحدة والإنسانية لا تتجزأ والأخلاق هي الأخلاق
ذلك ما يجب… أو فلتستمر المعارك حتى تحرير كل شبر من البلاد وترحيل كل الأجانب ومحاسبة من تورطوا في منحهم الجواز والجنسبة السودانيين