علاء الدين الدفينة يكتب…إمارات وممالك الجن

طلب المجرم حميدتي في خطابه الاخير من الإعلاميين بأن يكون لهم وجوداً في الساحة… وها نحن نستجيب للنداء… نستجيب لندائه إستجابة موضوعية نجتر فيها التاريخ ونعطف على الحاضر ونعمم رسالتنا حتى لا تبقي شاردة ولا واردة من الحقائق.
…….
حميدتي الذي يحثنا على التفاعل مع معطيات الحرب ويحث الناس على إلتزام بيوتهم ومتاجرهم والبقاء فيها وهو يرسم بالوان قزح زخرفة فرائحيه عن مليشيته كأنه يتحدث عن حرب غير التي عايشناها وعن هررة غير التي تمزق في خارطة الوطن من هررة مليشيات اللقطاء من جموع الشتات والمنافي وبقايا التتار والمغول.
كانه يتحدث عن مجرمين غير مجرميه الذين قتلوا وسحلوا ومزقوا وسرقوا واغتصبوا وسبوا واهلكوا وحطموا ودمروا كل شي لمسوه وكل شبر مروا به.
…….
أقول :
حتى ستينيات القرن الماضي وبداية السبعينيات كانت الإمارات العربية المتحدة صحراء قاحلة يسكنها عرب بدو يمثلون هجينا من شعوب عدة ويرجعون الى سلالات متعددة بعضها فارسي وفيها العماني ومنها بقايا الروم الأوائل المتخلفين تخلقاً من بقايا جند الرومان إبان الحروب الرومانية الفارسية الأولى كما شمل هجينهم قبائلاً عربية شتى من أمصار واقطار عربية متعددة فيها الحجازي والنجدي واليمني وفيهم ذوي السحنات الأفريقية من بلاد الاحباش وغيرهم.
من من شعوب العالم على مر التاريخ لم يتبول في الرحم الإماراتي حتى خلق منها هذا الهجين؟.
…….
ثم ظهرت في نفس الفترة (لعنة) النفط الذي مثل لهم قفزة إقتصادية ضخمة وصادمة ومبتورة المعالم حيث أن المال (المشروط) (بالهيمنة والاسترقاق والاستعباد) الاستعماري الحديث في عهد الشيخ شخبوط والد آل نهيان كان مرهوناً أيضاً بشروط مدنية وحضرية تتماهي مع الاسترليني والدولار ولكن تفتقر لها الإمارات حكومة وشعباً… وشخبوط وقتها لم يكن يملك إلا خيمة في الصحراء تفتقر حتى لمياه يغسل بها بوله وبرازه وكان يستعيض عن ذلك بالاستجمار بالحجارة إن توفرت له أو يفرك سبيليه بالرمال التي لا يوجد في الصحراء اوفر منها في ذلك الوقت.
ووقتها كانت الدول التي تمثل عماد التعليم والمعرفة والثقافة والمدنية والعمارة والحضارة في كل المنطقة هي السودان ومصر حيث إستنجدت الإمارات حكومة وشعباً بشعبي وادي النيل وحكومتهما من أجل مساعدتهم على الايفاء بشروط سادتهم الجدد أباطرة النفط الدوليين وسادة الطاقة في العالم.
شركات النفط وفي مقدمتها هالبيلترون هم آلهة قصور أبوظبي وكهنة العقالات والعباءات … وهي ذاتها الشركة التي كان على رأس تلة قرارها جورج دبليو بوش الاب والابن وكوندليزا رايس وكولون باول وغيرهم من أصحاب القرار المسبق بفبركة بيانات أسلحة الدمار الشامل في العراق والتقارير المزيفة بامتلاكه للاسلحة الكيماوية والبيلوجية وغيرها من أسلحة محرمة على من لا كلاب له تتقيها الذئاب العاوية … محرمة على بلابل الدول الفقيرة محللة لطير المستعمرين من كل جنس وهو ما انتهى بالعراق باعتبارها دولة بلا حاضر ولا مستقبل بل وبلا تاريخ بعد أن دمروا وسرقوا ونهبوا كل شي فيها حتى متاحفها وما حوته من تاريخ بابل والقطاريف الأوائل.
وأسالوا عن ذلك خافيير بريز ديكويلار وجيمس بيكر … وراجعوا مذكرات وذكريات طارق عزيز.
……
هالبيلترون وأخواتها ممن يمسكون بحلاقيم الشعوب ويكتمون انفاسها هم سلالة أفكار هينري كسينجر وزير خارجية أمريكا الأسبق في السبعينيات ومهندس سياسات الحروب الباردة وراسم خطوط كنتور الاستعمار الأمريكي الحديث للعالم وصاحب العبارة الشهيرة عن النفط العربي (نريده مضموناً عند الحرب وميسوراً عند السلم) وهو صاحب التفسير التحقيري لهؤلاء الاجلاف حينما وصف وجود النفط ببلادهم بأنه (صدفة جغرافية) مهدداً لهم بمقولة (إن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح للصدفة الجغرافية بتهديد الأمن القومي الأمريكي) والصدفة الجغرافية في مفاهيم مراكز الدراسات السياسية الأمريكية تعني وجود النفط في أرض العرب.
هي الرؤية التي تهدف لخلق الفوضى في اوطاننا لخلق شرق أوسط جديد يحقق للاستعمار الحديث دولاً مطيعة وحكاماً خانعين وشعوباً مُستعبدة وثروات منهوبة ومصائراً مرتبكة ورؤى مضطربة وعقولاً فاسدة أنماطاً للحياة أساسها منتجات كرستيان ديور ورقصات جينفر لوبيز وهزات مؤخرة إنجلينا جولي.
هذا هو الشرق الأوسط الجديد وهذه هي رؤيته التي كان مبتداها محو الهوية الأفغانية وطمس السُحنات العراقية ومسح الخارطة اليمنية وتحطيم الدولة الليبية وإخضاع الشموخ العراقي وتقسيم وطننا السودان وزعزعة امنه واستقراره وضرب وحدته وهتك نسيجه المجتمعي وتهجير شعبه وإحلال لقطاء الصحاري العربية وجرادها وجرائها وضباعها وجرذانهابديلاً له في أرضه وبيوته ونيله ونخيله وجباله وسهوله ووديانه… وهيهات… ووضع كل خيرات وطننا تحت عباءة عيال زايد ومن يقفون خلفهم.
هو الشرق الأوسط الجديد الذي وضع خطته هينري كسينجر وعملت على تنفيذها كوندليزا رايس التي فجرت قنابل الفوضى والتقسيم قبل أن تنزوي.
وجزء من خطتها تحشيد عرب الشتات في وطن جديد هو السودان تحقيقا لعدة اهداف اولها التخلص منهم في شمال أفريقيا واستغلالهم في برامج أخرى تعيد رسم الخارطتين العربية والافريقية على أسس استعمارية جديدة.
…….
في خطابه الاخير حدثنا التافه حميدتي زعيم جراد الصحراء عمن يدعم الجيش السوداني لكنه غض الطرف عمن يدعم مليشيات جرذان الصحراء وضباعها الدموية… إن كانت مصر وإيران هما من يقف وراء دعم الدولة السودانية وجيشها حسب زعمه فمن الذي يدعم مليشيات الشتات؟… وما الهدف؟… الهدف هو أرضنا الخصبة وذهبها وثرواتها الغابية والمائية والحيوانية والزراعية والمعدنية… والهدف هو ثروة السودان الإنسانية.
…….
يتحدث في خطابه محرضاً للعالم ضد ما سماه استخدام الجيش السوداني للاسلحة الكيماوية… لكنه لا يعلم أن أمريكا التي يخاطبها وأوروبا التي يتودد لها هما صاحبتا الجرم التاريخي في هيروشيما ونياجازاكي وان كل الدول التي يحرض فيها ضد الجيش الذي صنعه هو ذاته هي صاحبة الامتياز الحصري في تصنيع وتخزين واستخدام كافة أشكال الأسلحة الننوية والكيماوية والبيلوجية وكافة انواع الموت والقتل الممنهج وليته في خطابه هذا ترحم على ضحايا القنابل الانشطارية في غزة والشهداء الذين تحللوا بفعل النابالم والخردل في ملاجئ العامرية ببغداد وضحايا الاستعباد الجنسي في ابوغريب وانتهاكات غوانتنامو وهلكي التورا بورا ووزيرستان وقندهار وخوست… وغيرها.
……..
وإن صح ان الجيش السوداني يمتلك أسلحة ننوية وكيماوية وبيلوجية فما الجريمة في ذلك؟.
…….
ويهدد حميدتي ثم يتودد لأهل الشمالية ويتوعدهم تارة أخرى ولعله لا يدرك ان أسس الحرب قد صارت معادلة شعب ضد المليشيا وليس قتال جيش لمتمردين كما كانت.
(زعم الفرزدق ان سيقتل مربعا فأبشر بطول سلامة يا مربع).