مقالات

ذئاب الصحراء

ذئاب الصحراء.

…….

علاء الدين الدفينة.

…….

شن الطيران الحربي الليبي غارة جوية غادرة أصابت بعض المنازل في مدينة امدرمان كما استهدف مباني الإذاعة والتلفزيون في المدينة.

وصرح الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي تصريحات نارية ضد الرئيس السوداني جعفر محمد نميري متوعدا حكومة السودان ومتهما لها بكل كيل حاشف. وقطع تلفزيون السودان برمجة بثه المعتاد واذاع بياناً ضافياً عن الاعتداء واهدافه وما نتج عنه بينما تجولت كاميراته خارج الاستديوهات لتنقل حجم الأضرار التي نتجت من العدوان الليبي على مدينة امدرمان وتلفزيون البلاد واذاعتها وابدع السيد عمر الجزلي مقدم البرامج السياسية والمذيع في تلفزيون السودان في نقل وتحليل الاعتداء واهدافه ومالاته.

كان ذلك في مطلع الثمانينات من القرن الماضي.

…….

ومن ليبيا انطلقت عدة عمليات عدائية ضد بلادنا وبليبيا ظلت معسكرات التجنيد والتدريب مفتوحة ضد حكومات السودان المتعاقبة منذ تاريخ بعيد ومن ليبيا انطلقت قوات الجبهة الوطنية المعارضة للرئيس نميري وكان على رأسها بعض القيادات السياسية الحالية كالسيد مبارك المهدي والدكتور غازي صلاح الدين العتباني ومن ليبيا وصحاريها تحركت قوات ضخمة ووصلت حتى امدرمان في يوليو ١٩٧٦ ولكنها تحطمت بأيدي المواطنين قبل أن تهشمها القوات النظامية وتكرر الأمر مرات عدة ومن دول عدة و اشهرها واحدثها العملية العسكرية التي قادها من دولة تشاد الدكتور الراحل خليل ابراهيم شقيق السيد جبريل ابراهيم وزير المالية الحالي وهي العملية الضخمة وعالية الاعداد والتمويل والتسليح والتي تحمل اسم (الزراع الطويلة) حيث تم سحقها في شوارع وازقة سوق ليبيا والسوق الشعبي بامدومان تماما كما تم سحق قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان في شوارع وازقة مدينة كسلا… وهو ما حدث للقوات اليوغندية في عملية الأمطار الغزيرة وما حدث لقوات الكونغو في عهود موبيتو سيسي سيكو وخلفه لوران كابيلا وجوزيف كابيلا كما حدث للقوات الإثيوبية والاريترية والمصرية في مثلث حلايب حينما كان السيد عبدالله بك خليل وزيرا للدفاع عام ١٩٥٨.

……

ما الغريب في تعرضنا للعدوان المسلح من دول الجوار؟؟ وما الجديد؟؟ السؤال هو لماذا يحدث ويتكرر ذلك؟.

الاستهداف التاريخي لبلادنا عبر كل الأنظمة المتعاقبة على بلادنا في تاريخها الحديث منذ ١٩٥٦ تاريخ تدشين الدولة الوطنية الحديثة هو عدوان له أسس ومنطلقات وأهداف وغايات.

……..

ان هذا الوطن عظيم وزاخر بخيرات مهولة داخل وخارج الأرض ولو قدر الله لها ان تخرج ويتم توظيفها لأصبحت بلادنا جنة من جنان الله في الأرض.

وهذا امر سنخصص له مقالات منفصلة.

……

المؤسف في كل هذا التاريخ الدموي والتحطيمي انه يتم بايادي سودانية.

المؤسف ان السياسيين السودانيين في كل هذه التواريخ والحقب قد توافقوا مع دول الضد حول كل شي يدعم تحطيم بعضهم لبعض وتحطيم الوطن لكنهم لم يجدوا شيئا واحدا يمهد لهم الطريق ليتوافقوا فيه مع بعضهم البعض على (حكم) الوطن.

يتفقون مع الغريب لتحطيم الوطن طمعاً في الحكم ولا يجدون قاعدة مشتركة واحدة تجمع بينهم من ان توظيف الحكم للنهوض بالوطن.

…….

محاولات زعزعة استقرار السودان وشغل حكوماته المتعاقبة وشعبه عن توظيف مواردهم واعمارهم لخدمة وطنهم وتطويره وتنميته وترقيته محاولات قديمة ومتجددة وسوف تستمر لان المسألة لا ترتبط بالأنظمة السياسية بل بضرورة ان يظل السودان (رجل أفريقيا المريض) لانه ان تعافي واستغل موارده البشرية وخبراته المعرفيه وخيراته المعدنية المتعدده واقاليمه الزراعية المتنوعه والغابية عالية الإنتاج والثمر والحيوانية المهولة والمائية في بحره وانهاره وطبيعته متعددة المناخات، لو حدث ذلك لأنتقل السودان من رجل أفريقيا المريض لماردها الذي لا يُقهر.

…….

كل كل كل محيط دول الجوار وبلا استثناء حاولوا مراراً وتكراراً تحطيم هذا الوطن العظيم.

كلهم حاولوا غزو بلادنا… على مر التواريخ والعصور…. وكلهم فشلوا سابقاً وسيفشلوا الان و مستقبلاً … لماذا؟ لان الذي تصدى لهم هو الإنسان السوداني… المواطن البسيط… المواطن الذي تجاوز وعيه الخلافات السياسية وتحصن بوعيه متسلحاً بنخوته وعزته وكرامته وقراره بأنه (سوداني حر) هدفه ان يعيش في وطن حر.

……

في كل هذه التواريخ تم دحر الاعتداءات بدفاعات جماهيرية (قومية) لا تؤمن إلا بقناعة واحده أساسها (الوطن).

في كل هذه التواريخ ظل العامل الثابت في نجاحات صد العدوان هو وعي المواطن ببلاده وعزتها وكرامته ونخوته وسودانيته الأصيلة المترعة بحب هذا الوطن.

…….

نجح شعبنا في الصمود حينما قرر وعبر كل هذه التواريخ ان الوطن اولاً وثانياً واخيراً… الوطن هو الثابت في المعادلة بينما الأنظمة السياسية متغيرات.

لم يهمه من يحكمه… بل ظل همه ان يبقى الوطن حتى تتبقى للانسان مساحه تتيح له حرية ان يؤيد الحكام او يخالفهم.

فإذا مضى الوطن فما الذي سيتبقي حتى نختلف او نتفق حوله؟.

…….

أيها الجنود الاحرار في كل المحاور والميادين :

قاتلوا بالبسالة التي عرفناها عنكم… بضراوة إيمانكم بقضاياكم وبسالة مجدكم ومجد اوطانكم وتأكدوا دوماً بانكم لستم وحدكم في الميدان… فأمامكم وخلفكم الله ثم شعبكم العظيم.

……

أيها المؤمن بعدالة المعركة وأهدافها :

قف…

ففي كل المحاور جندي عظيم يقاتل بوعي مبهر وحماس منقطع النظير… هدفه ان ينتصر الوطن… وسينتصر.

قف…

ففي كل شبر جندي نبيل وضابط عظيم يسعى لوطن شامخ وشعب حر.

……

أيها الجيش السوداني المجيد :

كل قادتك وكل الأنظمة متغيرات ظرفية لكنك الثابت في المعادلة التاريخية والمستقبلية ودونك الأرواح فداء… قاتل بالبسالة التي ارضعتك لها اثداء الشعب وبالعزة التي أنشأك عليها أبوك الوطن.

أُصمد… فأنت المنتصر مؤيداً بالله ثم شعبك المصطف معك دوماً وأبداً في كل التواريخ والحقب وفي كل الظروف ومهما كان حجم المحن.

……..

يا شعبنا :

انت الجيش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى